قوله تعالى: ﴿فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ﴾ ذكرنا معنى الخسف في سورة: سبحان [[عند قوله تعالى: ﴿أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ﴾ [68].]].
قال مقاتل وقتادة: فهو يتجلجل في الأرض كلَّ يوم قامةَ رجلٍ إلى يوم القيامة [["تفسير مقاتل" 69 ب. وأخرجه ابن جرير 20/ 119، وابن أبي حاتم 9/ 3020 عن قتادة. ومعنى: يتجلجل في الأرض: أي: ساخ فيها ودخل. "اللسان" 11/ 121 (جلل).]].
وقال ابن عباس: خُسف به إلى الأرض السفلى [[أخرجه ابن جرير 20/ 119، وابن أبي حاتم 9/ 3020، بلفظ: الأرض السابعة.]].
وقال مقاتل: لما خَسف الله بقارون، قالت بنو إسرائيل: إن موسى إنما أهلك قارون ليأخذ ماله وداره، فخسف الله بعد قارون بثلاثة أيام بدار قارون، وماله الصامت وانقطع الكلام [["تفسير مقاتل" 69 ب. والصامت: الذهب والفضة. "تهذيب اللغة" 12/ 156، و"اللسان" 2/ 55 (صمت). وظاهر الآية أن الخسف به وبداره حصل في وقت واحد. والله أعلم.]].
قوله تعالى: ﴿فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ يقول: لم يكن له جند يمنعونه من الله ﴿وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ﴾ من الممتنعين مما نزل به من الخسف [["تفسير مقاتل" 69 ب. و"تفسير ابن جرير" 20/ 119. و"تفسير الثعلبي" 8/ 145 أ]]. والمنتصر: الذي قد بلغ حالة النُّصرَة [[النُّصرة: حسن المعونة. "تهذيب اللغة" 12/ 160 (نصر)، و"اللسان" 5/ 210]].
{"ayah":"فَخَسَفۡنَا بِهِۦ وَبِدَارِهِ ٱلۡأَرۡضَ فَمَا كَانَ لَهُۥ مِن فِئَةࣲ یَنصُرُونَهُۥ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُنتَصِرِینَ"}