وقوله: ﴿وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ﴾ أي: وكما أنزلنا الكتاب عليهم أنزلنا عليك الكتاب ﴿فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ﴾ يعني مؤمني أهل الكتاب [["تفسير الثعلبي" 8/ 161 ب، وزاد: عبد الله بن سلام، وأصحابه.]]
﴿وَمِنْ هَؤُلَاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ﴾ يعني مسلمي أهل مكة [["معاني القرآن" للفراء 2/ 317. و"تفسير الثعلبي" 8/ 161 ب.]]. وقال ابن جرير: ﴿فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ﴾ يعني: كانوا قبل عصر النبي -ﷺ- من اليهود والنصارى كانوا مؤمنين بمحمد -ﷺ- ﴿وَمِنْ هَؤُلَاءِ﴾ يعني: الذين محمد بين أظهرهم، من أهل الكتاب ﴿مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ﴾ وهم مؤمنو أهل الكتاب [[تفسير ابن جرير 21/ 4، بمعناه.]]. وهذا معنى قول ابن عباس في رواية عطاء [[وهو قول مقاتل، "تفسير مقاتل" 74 أ.]].
ثم قال: ﴿وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا﴾ أي: بعد المعرفة [[أخرج ابن جرير 21/ 4، وابن أبي حاتم 9/ 3070، عن قتادة. وذكره عنه الثعلبي 8/ 161 ب.]] ﴿إِلَّا الْكَافِرُونَ﴾ من اليهود، وذلك أنهم عرفوا أن محمدًا نبي، والقرآنَ حق [["تفسير مقاتل" 74 أ.]]، فجحدوا وأنكروا ولم يقروا، وكفروا بذلك الجحود.
{"ayah":"وَكَذَ ٰلِكَ أَنزَلۡنَاۤ إِلَیۡكَ ٱلۡكِتَـٰبَۚ فَٱلَّذِینَ ءَاتَیۡنَـٰهُمُ ٱلۡكِتَـٰبَ یُؤۡمِنُونَ بِهِۦۖ وَمِنۡ هَـٰۤؤُلَاۤءِ مَن یُؤۡمِنُ بِهِۦۚ وَمَا یَجۡحَدُ بِـَٔایَـٰتِنَاۤ إِلَّا ٱلۡكَـٰفِرُونَ"}