الباحث القرآني

قوله تعالى: ﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾ قالت عائشة رضي الله عنها: لما تزوج رسول الله -ﷺ- زينب قال الناس: إن محمدًا تزوج امرأة ابنه، فأنزل الله هذه الآية [[رواه الترمذي حديث رقم (3260) عن عائشة، وابن أبي حاتم، وأورده السيوطي في "الدر" 6/ 613 وعزاه لسعيد بن منصور وعبد بن حميد والترمذي وصححه وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن عائشة.]]. يعني أنه ليس بأب لزيد فتحرم [[في (أ): (فيحرم).]] عليه زوجته. قال ابن عباس: يريد لم يكن في قضائي وقدري أن له ابنا يعيش حتى يصير رجلاً [[انظر: "تفسير البغوي" 3/ 534.]]. وقال المفسرون: لم يكن أبا أحد لم يلده، وقد ولد له ذكور: إبراهيم والقاسم والطيب والمطهر [[انظر: "تفسير الثعلبي" 3/ 201 ب، "تفسير الطبري" 22/ 16، "معاني القرآن وإعرابه" للزجاج 4/ 229.]]. وقال مقاتل: لما نزلت هذه الآية قال النبي -ﷺ- لزيد: لست لك بأب، فقال زيد: يا رسول الله أنا زيد بن حارثة بن مروة بن شراحيل الكلبي معروف نسبي [[انظر: "تفسير مقاتل" 93 ب.]]. قوله تعالى: ﴿وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾ هو يعني: آخر النبيين فلا نبي بعده، قال: يريد لو لم أختم به لجعلت له ولدًا يكون بعده نبيًا. قال مقاتل: لو كان لمحمد ولد لكان نبيًا رسولاً، فمن ثم قال: ﴿وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾ [لم يسمع أحدًا] [[هكذا في النسخ! ولعله زيادة من الناسخ خطأ.]] والمعنى أنه لما ختم النبيين دل على أنه لم يبق ولدًا بعده. وقراءة العامة بكسر التاء، وقرأ عاصم بفتح التاء [[في (أ): (الهاء).]] [[انظر: "الكشف عن وجوه القراءات السبع" 2/ 199، "النشر" 2/ 348.]]. قال أبو عبيد: الوجه الكسر؛ لأن التأويل أنه ختمهم، فهو خاتمهم [[لم أقف على اختيار أبي عبيد.]]. وكذلك روي عنه في صفة نفسه أنه قال: "أنا حاتم النبيين" [[الحديث متفق عليه عن أبي هريرة، وهو جزء من حديث أخرجه البخاري في المناقب، باب: خاتم النيين -ﷺ-" 3/ 1300 رقم (3342)، ومسلم في الفضائل، باب: كونه -ﷺ- خاتم النبيين 4/ 1790 رقم (2286).]]. لم يسمع أحد من فقهائنا يرويه إلا بكسر التاء، قال الفراء: ويدل عليه قراءة عبد الله: ختم النبيين، ومن قرأ بفتح التاء فمعناه: آخر النبيين، وخاتم النبيين [[هكذا في النسخ! ولعل الصواب: آخرهم.]] آخره، ومنه قوله ﴿خِتَامُهُ مِسْكٌ﴾ [["معاني القرآن" 2/ 344.]]. وقال الحسن: الخاتم الذي ختم به [[انظر: "الوسيط" 3/ 474، "الحجة" 5/ 477.]]. وقال أهل اللغة: الخاتم بالكسر الفاعل، والخاتم بالفتح ما يوضع على الطينة، وهو اسم مثل العالم، يدل على هذا قولهم عند زيادة الحرف خاتام، فدلت زيادة الألف على أن التاء مفتوح في الخاتم [[انظر: "تهذيب اللغة" (ختم)، "اللسان" 12/ 163 (ختم).]]. قوله: ﴿وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا﴾ قال ابن عباس: يريد علم ما يكون قبل أن يكون [[لم أقف عليه.]].
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب