الباحث القرآني

وقوله تعالى: ﴿لِتُنْذِرَ قَوْمًا﴾ قال صاحب النظم: هذا متصل بقوله: ﴿نَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) لِتُنْذِرَ قَوْمًا﴾ قوله تعالى: ﴿مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ﴾ فيه قولان: قال ابن عباس في رواية عطاء: يريد كما أنذر آباؤهم من لدن إبراهيم وإسماعيل [[انظر: "تفسير ابن عباس" بهامش المصحف 369، "القرطبي" 15/ 6.]]. وقال مقاتل: كما أنذر آباؤهم الأولون [["تفسير مقاتل" 105 أ.]]. وقال عكرمة: مثل ما أنذر آباؤهم [[انظر: "الطبري" 22/ 150، "القرطبي" 15/ 6، "مجمع البيان" 8/ 650.]]. القول الثاني: قال قتادة: لتنذر قومًا لم يأتهم نذير قبلك [[انظر: "الطبري" 22/ 150، "الماوردي" 5/ 6، "مجمع البيان" 8/ 650.]]. ونحو هذا قال الكلبي [[لم أقف عليه.]] وهو قول عامة المفسرين [[انظر: "الثعلبي" 3/ 232 ب، "الطبري" 22/ 150، "الماوردي" 5/ 6، "بحر العلوم" 3/ 93.]]. و ﴿مَا﴾ على هذا القول تكون [جحدًا] [[ما بين المعقوفين طمس في (ب).]]. وذكر الفراء والأخفش والزجاج القولين، قال الفراء: (لتنذر [قومًا] [[ما بين المعقوفين ساقط من (ب).]] لم ينفع [[هكذا في النسخ، وهو خطأ، والصواب: لم يُنذر آباؤهم.]] آباؤهم ولا أتاهم رسول قبلك، ويقال: لتنذرهم بما أنذر آباؤهم فتلقي الباء، فيكون ﴿مَا﴾ في موضع نصب كما قال: ﴿أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً﴾ [فصلت: 13]) [["معاني القرآن" 2/ 372.]]. وقال الأخفش: (أي لم تنذر آباءهم؛ لأنهم كانوا في الفترة، قال: وقال بعضهم: لتنذر الذي أنذر آباؤهم، ثم اختار القول الأول؛ لقوله: ﴿فَهُمْ غَافِلُونَ﴾، ودخول الفاء على المعنى الثاني كأنه لا يجوز، وهو على الأول أحسن) [["معاني القرآن" 2/ 488.]] هذا كلامه. ومعناه: أنك إذا جعلت ﴿مَا﴾ إثباتًا بمعنى الذي، لم يحسن دخول الفاء في ﴿فَهُمْ غَافِلُونَ﴾ فإذا جعلته نفيًا حسن. قال أبو إسحاق: (الاختيار أن ﴿مَا﴾ جحدٌ؛ لأن قوله: ﴿فَهُمْ غَافِلُونَ﴾ دليل على معنى لم ينذر آباؤهم، وإذا كان قد أنذر آباءهم كان في قوله: ﴿فَهُمْ غَافِلُونَ﴾ بُعدٌ. قال: ودليل النفي قوله: ﴿وَمَا آتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ﴾ [سبأ: 44] [["معاني القرآن وإعرابه" 4/ 278]].
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب