ثم بين أن الأمر ليس على ما يقدرون فقال: ﴿لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ﴾.
قال ابن عباس: يريد أن الأصنام لا تقدر على نصرهم [["تفسير ابن عباس" بهامش المصحف ص 373، وانظر: "الوسيط" 9/ 513، "البغوي" 4/ 20.]].
وقال مقاتل: لا تقدر الآلهة أن تمنعهم من العذاب [["تفسير مقاتل" 108 ب.]]. ﴿وَهُمْ﴾ يعني: الكفار. ﴿لَهُمْ﴾ الآلهة. ﴿جُنْدٌ مُحْضَرُونَ﴾.
وقال ابن عباس ومقاتل: وهم لهم جند يغضبون لهم ويحضرونهم في الدنيا [[انظر لم أقف عليه منسوبًا لابن عباس، وهو في "تفسير مقاتل" 108 ب.]]. وهذا قول قتادة والحسن، واختيار أبي إسحاق.
قال قتادة: يغضبون للآلهة في الدنيا، وهي لا تسوق إليهم [[في (ب): (لهم).]] خيرًا ولا تدفع عنهم شرًّا إنما هي أصنام [[انظر: "الطبري" 23/ 29، "بحر العلوم" 3/ 106، "زاد المسير" 7/ 39.]].
وقال الحسن: محضرون لآلهتهم يدفعون عنهم ويمنعونهم [[انظر: "القرطبي" 15/ 290.]].
وقال أبو إسحاق: أي هم للأصنام ينتصرون، والأصنام لا تستطيع نصرهم [["معاني القرآن وإعرابه" 4/ 295.]]. وهذا القول هو الاختيار [[وهو ما رجحه الإمام الطبري 23/ 30.]]. وفيه قول آخر، وهو أن المعنى: والآلهة جند للعابدين محضرون معهم في النار، يريد أن العابدين والمعبودين كلهم مجتمعون في النار، فلا يدفع بعضهم عن بعض ولا ينتفع الكفار بعبادتهم ورجائهم نصرتهم. وهذا معنى قول الكلبي، [[انظر: "زاد المسير" 7/ 39.]] ورواية معمر عن الحسن [[انظر: "تفسير عبد الرزاق" 2/ 146، "زاد المسير" 7/ 39.]]. وعلى هذا القول ﴿هُمْ﴾ كناية عن الآلهة، والكناية في هم الكفار والخلق لفظ للجند على الآلهة بزعمهم، وعلى ما كانوا يقدرون من أنها لهم جند تمنعهم، فقيل: إنهم لهم جند محضرون معهم النار. ثم عزى نبيه -ﷺ- فقال: [..] [[في (أ): زيادة (وقوله تعالى) وهي زيادة لا يحتاجها السياق.]]
{"ayah":"لَا یَسۡتَطِیعُونَ نَصۡرَهُمۡ وَهُمۡ لَهُمۡ جُندࣱ مُّحۡضَرُونَ"}