قوله: ﴿وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾ أكثر أهل التفسير على أن إلياس نبي من أنبياء بني إسرائيل، وقصته مشهورة مع قومه. وروي عن ابن مسعود أنه قرأ: (وإن إدريس) وقال: إلياس هو إدريس [[انظر: "الماوردي" 5/ 64، "البغوي" 4/ 36، "زاد المسير" 7/ 79.]] نحو إسرائيل ويعقوب. وهذا قول عكرمة [[انظر: "البغوي" 4/ 36، "القرطبي" 15/ 115.]]. وقرأ ابن عامر: ﴿وَإِنَّ إِلْيَاسَ﴾ بغير همز، وله وجهان، أحدهما: أنه حذف الهمزة من إلياس حذفًا كما حذفها ابن كثير من قوله: ﴿إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ﴾ [المدثر: 35] وكقول الشاعر:
ويلُمِّها في هواء الجو طالبةً [[هذا صدر بيت لامرئ القيس وعجزه:
ولا كهذا الذي في الأرض مطلوب
والبيت من البسيط وهو لامرئ القيس في "ديوانه" ص 227، "خزانة الأدب" 4/ 91، "سر صناعة الإعراب" ص 235، "الكتاب" 2/ 294.
والشاهد فيه قوله: ويلمها والأصل ويل أمها فحذف الهمزة استخفافًا ثم أتبع حركة اللام حركة الميم.]]
وسنذكر الكلام هناك إن شاء الله تعالى [[ذكر المؤلف هناك كلامًا نقله عن أبي علي الفارسي. وانظر: "الحجة" 6/ 339.]].
والآخر: أنه جعل الهمزة التي تصحب اللام للتعريف كقوله: (وليسع). والوجه قراءة العامة؛ لأن إلياس ليس بموضع تحذف فيه الهمزة، إنما هو موضع تجعل فيه بين بين في التخفيف كما يخفف سئم وبئس، ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ﴾ [البقرة: 258]. ويقوي ثبات الهمزة قوله: ﴿سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ﴾، فهذا يدل على أن الهمزة ثابتة في إلياس بثبوتها في آل ياسين [[انظر: "علل القراءات" 2/ 579، "الحجة" 5/ 59 - 60، "المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات" 3/ 223.]].
{"ayah":"وَإِنَّ إِلۡیَاسَ لَمِنَ ٱلۡمُرۡسَلِینَ"}