قوله تعالى: ﴿فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا﴾ قال الليث: زجرت البعير فأنا أزجره زجرًا، إذا حبسته ليمضي، وزجرت فلانًا عن سوء فانزجر، أي نهيته فانتهى [[انظر: "تهذيب اللغة" 10/ 602 (زجر).]].
قال الشاعر:
وليس يزجركم ما توعظون به ... والبهم يزجرها الراعي فتنزجرُ [[البيت من البسيط، وهو لسابق البربري.]]
فالزجر للإنسان كالنهي وللبعير كالحث. ويقال: زجرته وازدجرته، ومنه قوله تعالى: ﴿وَازْدُجِرَ﴾ [القمر: 9]. قال ابن عباس وابن مسعود ومجاهد ومقاتل: يعني الملائكة [["تفسير مقاتل" 109 ب، "تفسير مجاهد" ص 539. وانظر: "الطبري" 33/ 23، "الماوردي" 5/ 37، "زاد المسير" 7/ 45.]].
قال ابن عباس: يريد ملائكة وكلوا بالسحاب يزجرونها. ونحو هذا قال الكلبي ومقاتل والسدي [[انظر: المصادر السابقة.]]: إن هذا الزجر للسحاب في سوقه وتأليفه.
وقال أهل المعاني: الملائكة تزجر عن المعاصي زجرًا، يوصل الله مفهومه إلى قلوب العباد كما يوصل مفهوم إغواء الشيطان إلى قلوبهم ليصح التكليف [[لم أقف عليه في كتب "معاني القرآن".]].
وقال قتادة: الزاجرات زواجر القرآن، وهي كل ما ينهى وبزجر عن القبيح المحظور [[انظر: "تفسير عبد الرزاق" 2/ 147، "الطبري" 53/ 34، "معاني القرآن" للنحاس 6/ 8.]].
{"ayah":"فَٱلزَّ ٰجِرَ ٰتِ زَجۡرࣰا"}