الباحث القرآني

ثم أعلم قلة الدنيا عنده -عز وجل- فقال: ﴿وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً﴾ قال قتادة: لولا أن يكون الناس كفارًا [[انظر: "تفسير الطبري" 13/ 68، "تفسير الماوردي" 5/ 224.]]. وقال مقاتل: يقول لولا أن يرغب الناس في الكفر إذا رأوا الكفار في سعة من الخير والرزق [[انظر: "تفسير مقاتل" 3/ 794.]]. وقال الكلبي: لولا أن يجتمعوا على الكفر [[انظر: "تفسير الطبري" 13/ 68، "تفسير الثعلبي" 10/ 82 ب، "تفسير أبي الليث" 3/ 207.]]. ﴿لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ﴾ لهوان الدنيا عليه ﴿سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ﴾ قال الشعبي: يعني: الجذوع [[أخرج ذلك النحاس عن الشعبي لكنها بلفظ: (الجزوع) انظر: "معاني القرآن" للنحاس 6/ 354، وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" لعبد بن حميد وابن المنذر عن الشعبي بلفظ: (الجزوع) انظر: "الدر" 7/ 376، والذي يظهر لي أن الصحيح أنها: (الجذوع) بالذال قال ابن فارس: في "معجم مقاييس اللغة" (سقف)، السين والقاف والفاء أصل يدل على ارتفاع في إطلال وانحناء، ومن ذلك السقف سقف البيت لأنه عال مطل، والسقيفة الصفة، والسقيفة كل لوح عريض في بناء إذا ظهر من حائط. انظر: "معجم مقاييس اللغة" (سقف) 3/ 87. وقال الأزهري: قال الليث: السقف غماء البيت .. قال: والسقيفة كل بناء سُقِف به صفة أو شبه صفة مما يكون بارزاً .. والسقيفة كل خشبة عريضة كاللوح أو حجر عريض يستطاع أن يُسقَفَ به قُترةٌ أو غيرها. انظر: "تهذيب اللغة" (سقف) 8/ 413. وذكر ذلك النحاس في "إعراب القرآن" بلفظ: (جذوعاً) ونسبه لسعيد بن جبير والشعبي. انظر: 4/ 109.]]، وقال مقاتل: يعني سماء البيت [[انظر: "تفسير مقاتل" 3/ 794.]]، وقرئ: ﴿سُقُفًا﴾. فمن قال (سَقْفًا) فهو واحد يدل على الجمع، ألا ترى أنه قد علم بقوله: ﴿لِبُيُوتِهِمْ﴾ أن لكل بيت سقفًا، ومن قرأ: (سُقُفًا). فهو جمع سَقْف، مثل: رَهْنَ ورُهُنُ، ويُخَفَّفُ فيقال: رُهْنُ، ومثله في الصفة فَرَسٌ وَرْدٌّ، [والجميع] [[كذا في الأصل وهو تصحيف، والصحيح (وخَيْلُ).]] وُرْدٌ [وكذلك] [[سقط من الأصل لفظ (وكذلك).]] كَثٌ وكُثٌّ، وسَهْمٌ حَشْرٌ وسِهَام حُشْرٌ، وَفُعُلٌ في الجمع يُخَفَّف نحو: أَسَدٍ و [أُسْدٍ] [[سقط من الأصل لفظ (أُسْدٍ).]]، قال: كأنَّ مُحَرَّباً من أُسْدِ تَرْجٍ ... ينازِلُهُ لِنَابَيْهِ قَبِيبُ [[البيت لأبي ذؤيب في "شرح ديوان الهذليين" 1/ 110 وفيه: ينازلهم بدل ينازله، "اللسان" كذلك ينازلهم. وقب القوم يقبون قبا: صخبوا في خصومة أو تمار. وقب الأسد، والفحل يقب قباً وقَبِيباً إذا سمعت قعقعة أنيابه .. انظر: "اللسان" (قبب) 1/ 657، "الحجة" 6/ 148.]] وهذا الذي ذكرنا هو كلام أبي إسحاق وأبي علي [[نظر: "معاني القرآن" للزجاج 4/ 410، "الحجة" لأبي علي 6/ 148.]]، ويدل على صحة قراءة من قرأ بالجمع ما روي عن مجاهد أنه قال: كل شيء من السماء فهو سَقْف، وكل شيء من البيوت فهو سُقُف بضمتين، ويشبه أن يكون اعتبر في هذا قوله [[انظر: "الحجة" لأبي علي 6/ 148.]]: ﴿وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا﴾ [الأنبياء: 32]. قوله: ﴿وَمَعَارِجَ﴾ يعني: الدرج في قول جميعهم [[انظر: "تفسير الطبري" 13/ 70، "تفسير الماوردي" 5/ 224، "تفسير الوسيط" 4/ 71، "تغليق التعليق" لابن حجر 4/ 305.]]، وهو من عرج يعرج، وقد سبق تفسيره [السجدة: 5] ﴿عَليهَا﴾ أي على المعارج ﴿يَظْهَرُونَ﴾ قال ابن عباس: يرتفعون [[انظر: "تفسير الطبري" 13/ 70.]]، وقال مقاتل: يرتقون [[انظر: "تفسير مقاتل" 3/ 794.]]. وقال ابن قتيبة: يعلون، يقال: ظهرت على البيت، إذا علوت سطحه [[انظر: "تفسير غريب القرآن" لابن قتيبة ص 397.]]، ومنه قول الجعدي: وإنَّا لَنَرْجُو فَوْقَ ذلك مَظْهَرا [[البيت للنابغة الجعدي وصدره قوله: == بلغنا السماء مجدنا وجدودنا انظر: "ديوانه" 68، 73. وقد ذكره ابن قتيبة في "غريب الحديث" 1/ 127، "اللسان" (ظهر) 4/ 529.]] يعني مرقى ومصعدًا. قال أبو إسحاق: المعنى: وجعلنا معارج من فضة [[انظر: "معاني القرآن" للزجاج 4/ 411.]] (و) كذلك:
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب