الباحث القرآني

قوله تعالى: ﴿وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ﴾ وذلك أنهم قالوا رضينا أن تكون آلهتنا بمنزلة عيسى، فإن كان عيسى في النار بأنه يعبد من دون الله فكذلك آلهتنا، هذا معنى قول مقاتل، فقال الله تعالى: ﴿مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا﴾ قال مقاتل: ما وصفوا لك ذكر عيسى إلا ليجادلوك به [[انظر: "تفسير مقاتل" 3/ 799.]]. وقال أبو إسحاق: طلب المجادلة لأنهم قد علموا أن المعني في حصب جهنم أصنامهم [[انظر: "معاني القرآن" للزجاج 4/ 416.]]. وقال أبو علي: ما ضربوه إلا إرادة للمجادلة؛ لأنهم قد علموا أن المراد لحصب جهنم ما اتخذوه من الموات [[انظر: "الحجة" لأبي علي 6/ 154.]]، وعلى القول الأول في الآية الأولى قوله: ﴿أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ﴾ يعنون محمدًا -ﷺ-، قاله قتادة [[أخرج ذلك الطبري عن قتادة. انظر: "تفسيره" 13/ 88، "تفسير الماوردي" 5/ 234، ونسبه القرطبي لقتادة. انظر: "الجامع" 16/ 104.]]. والمعنى: أنهم يقولون: آلهتنا خير أم [[كذا في الأصل، ولعله قد سقط لفظ (محمد).]] فنحن لا ندع عبادتها لعبادة محمد -ﷺ- وهو سؤال تقرير أن آلهتهم خير. قوله تعالى: ﴿مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا﴾ أي ما قالوا لك هذا القول إلا طلبًا للخصومة منه، ثم ذكر أنهم أصحاب خصومة، فقال: ﴿بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ﴾ الخَصِم الشديد الخصومة، وكذلك الجَدِل [[انظر: "تفسير الماوردي" 5/ 234، "الجامع لأحكام القرآن" 16/ 104.]]، والقول الثاني أظهر وسياق الآيات عليه أدل وهو قوله:
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب