الباحث القرآني

قوله: ﴿وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ﴾ قال الليث: الطلح شجر أم غيلان، له شوك أحجن [[الأحجن والمحجنة والمحجن العصا المعوجة. وقوله شوك أحجن أي معوج.]]، وهو من أعظم العضاه شوكًا وأصلبه عودًا وأجوده صمغًا، والواحدة طلحة، وهذا قول جميع أهل اللغة في الطلح [[انظر: "تهذيب اللغة" 4/ 383، و"اللسان" 2/ 601 (طلح).]]. والمفسرون كلهم قالوا في الطلح إنه الموز [[في (ك): (المر)، وممن روي عنه هذا القول: علي، وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدري، وابن عباس، وغيرهم. انظر: "تفسير مجاهد" 2/ 647، و"تفسير عبد الرزاق" 2/ 270، و"صحيح البخاري" 6/ 182، و"جامع البيان" 27/ 104.]]. قال أبو إسحاق: جائز أن يكون يعني به شجر أم غيلان، لأن له نورًا طيب الرائحة جدًا، فخوطبوا ووعدوا ما يحبون مثله إلا أن فضله على ما في الدنيا كفضل سائر ما في الجنة على سائر ما في الدنيا [[انظر: "معاني القرآن" 5/ 112.]]، ويؤكد هذا ما ذكر في التفسير أنه ليس شيء في الجنة مما في الدنيا إلا الأسامي. وقال مجاهد: أعجبهم طلح وج [[وج: وادٍ بالطائف، سمي بهذا الاسم نسبة لوج بن عبد الحق من العمالقة، وقيل من خزاعة. انظر: "معجم البلدان" 5/ 416.]] وحسنه، فقيل لهم: ﴿وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ﴾ [[انظر: "تفسير مجاهد" 2/ 647، وقال أبو عبيدة: زعم المفسرون أنه الموز، وأما الحرب: فالطلح عندهم شجر عظيم كثير الشوك .. "مجاز القرآن" 2/ 250. قلت: والمرجح عندي -والله أعلم- ما قاله النحاس رحمه الله، حيث قال: (وسمعت علي بن سليمان يقول: يجوز أن يكون هذا مما لم ينقله أصحاب == الغريب وأسماء النبت كثيرة، حتى أن أهل اللغة يقولون: ما يعاب على من صحف في أسماء النبت لكثرتها) "إعراب القرآن" 3/ 328.]]. وتفسير المنضود قد تقدم [[عند تفسيره للآية (82) من سورة هود. قال: النضد: وضع الشيء بعضه على بعض، وقال قتادة: المنضود المصفوف، وقال الربيع: هو الذي نضد بعضه على بعض.]]، قال الكلبي حمله بعضه على بعض [[انظر: "جامع البيان" 27/ 104، و"معالم التنزيل" 4/ 282.]]. قال ابن قتيبة: المنضود الذي نضد بالحمل من أوله إلى آخره، أو بالورق والحمل، فليست له سوق بارزة كما قال مسروق: أنهار الجنة تجري في غير أخدود وشجرها نضيد من أسفلها إلى أعلاها [[انظر: "تفسير غريب القرآن" ص 448.]].
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب