﴿وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ﴾ يعني ألوان فواكه الجنة.
قوله تعالى: ﴿لَا مَقْطُوعَةٍ﴾ قال ابن عباس: لا تنقطع إذا جنيت [[انظر: "معالم التنزيل" 4/ 283، و"زاد المسير" 8/ 141.]]. وهذا كما روي أن النبي -ﷺ- قال: "لا يقطع من ثمار الجنة إلا أبدل الله مكانها ضعفين" [[ذكره الثعلبي في "تفسيره" 12/ 56 أ، وفي "مجمع الزوائد" 10/ 414 (إن الرجل إذا نزع ئمرة من الجنة عادت مكانها أخرى). رواه الطبراني والبزار، ورجال الطبراني وأحد إسنادي البزار ثقات.]]
﴿وَلَا مَمْنُوعَةٍ﴾ قال ابن عباس: ولا يمتنع من أحد أراد أخذها [[انظر: "الوسيط" 4/ 334، و "معالم التنزيل" 4/ 283.]]. وقال الكلبي: لا مقطوعة تنقطع في حين ولا ممنوعة وهي التي ينظر إليها ولا تذاق [[انظر: "تنوير المقباس" 4/ 235، و"معاني القرآن" للفراء 3/ 125.]].
قال ابن قتيبة: يعني أنها غير محظورة عليها كما يحظر على بساتين الدنيا فينظر الناظر إلى ثمارها ولا يصل إليها [[انظر: "تفسير غريب القرآن" (449).]]، ويجوز أن يكون المعنى أنها غير مقطوعة بالأزمان، ولا ممنوعة بالأثمان، لا يتوصل إليها إلا بالثمن يدل على هذا ما روي عن ابن شوذب [[عبد الله بن شوذب الخراساني، أبو عبد الرحمن، صدوق عابد، نزيل بيت المقدس، روى عن الحسن وطبقته، وكان كثير العلم، جليل القدر. عاش سبعين سنة، وتوفي سنة (156 هـ).
انظر: "سير أعلام النبلاء" 7/ 92، و"البداية والنهاية" 10/ 115، و"ميزان الاعتدال" 2/ 440، و"العبر" 1/ 173، و"التاريخ الكبير" 3/ 17.]] أنه قال: مررت بالحجاج ابن فرافصة [[الحجاج بن فرافصة الباهلي البصري، صدوق، عابد، يهم، أسند عن أنس وغيره، من السادسة.
انظر: "التقريب" 1/ 154، و"التاريخ الكبير" 1/ 375، و"صفة الصفوة" 3/ 335.]] وهو واقف على أصحاب الفاكهة، فقلت ما يقيمك هاهنا؟ قال: انظر إلى هذه المقطوعة الممنوعة [[انظر: "صفة الصفوة" 3/ 336.]].
{"ayah":"وَفَـٰكِهَةࣲ كَثِیرَةࣲ"}