الباحث القرآني

قوله تعالى: ﴿فَمَا لَهُمْ﴾، يعني كفار قريش حين نفروا عن القرآن. ﴿عَنِ التَّذْكِرَةِ﴾، أي عن التذكرة بمواعظ القرآن. ﴿مُعْرِضِينَ﴾، نصب على الحال [[انظر: "الكشف والبيان" 12: 211/ ب.]]، أي: أي شيء لهم، وهم معرضون عن التذكرة. والمعنى: لا شيء لهم في الآخرة إذ أعرضوا عن القرآن فلم يؤمنوا به. ثم شبههم في نفورهم عن القرآن بحمر نافرة (فقال: ﴿كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ﴾) [[ما بين القوسين ساقط من: (أ).]] (قال ابن عباس [["زاد المسير" 8/ 130، و"التفسير الكبير" 30/ 212، و"الجامع لأحكام القرآن" 19/ 87، و"البحر المحيط" 8/ 380.]]، وغيره [[عكرمة. "الدر المنثور" 8/ 339، وعزاه إلى عبد بن حميد.]]: يريد الحمر الوحشية) [[ما بين القوسين ساقط من: (أ).]]. (﴿مُسْتَنْفِرَةٌ﴾، أي: نافرة) [[ما بين القوسين ساقط من: (أ).]] (يقال: نفر، واستنفر، مثل: سخِر، واستسخَر، وعَجِبَ واسْتَعْجَبَ) [[ما بين القوسين نقله الإمام الواحدي عن الحجة: 6/ 341.]]. أنشد أبو عبيدة [[لم أجده في "مجاز القرآن".]] [[في (أ): فقال، وهي تعتبر لفظة زائدة عند وجود ما أثبته من نسخة: ع، وهو: ابن الأعرابي، والفراء، والزجاج.]]، (وابن الأعرابي [["تهذيب اللغة" 15/ 210، مادة: (نفر) برواية: "اضرب" بدلاً من "اربط".]]، والفراء [["معاني القرآن" 3/ 206، برواية: "أمسك" بدلاً من: "اربط".]]، والزجاج [[معاني القرآن وإعرابه: 5/ 250 برواية: "أمسك".]]) [[ما بين القوسين ساقط من: (أ).]]: ارْبِط حِمارَكَ إنَهُ مُسْتَنْفَرٌ ... في إثْرِ أحْمِرَةٍ عَمَدْنَ لِغُرَّبِ [[البيت لنافع بن لقيط الفقعسي، وقد ورد في: في: كتاب "المعاني الكبير" 2/ 793، و"لسان العرب" 1/ 648: (غريب) ج: 5/ 24: مادة: (نفر)، و"جامع البيان" 29/ 168، و"النكت والعيون" 6/ 148، و"الجامع لأحكام القرآن" 9/ 87، وكلها برواية: "أمسك" بدلاً من: "اربط"، و"البحر المحيط" 8/ 380 برواية: "عهدن لعرب"، القراءات وعلل النحويين فيها: 2/ 727. == وموضع الشاهد: "مستنفر"، وهو عند أهل الحجاز "مستنفَر" بفتح الفاء، وهما جميعًا كثيران في كلام العرب. والمعنى: كف نفسك عن أذى قومك، ولا تطمحن إليهم بالأذى، فإنك قد عرت في شتمهم كما يعير الحمار عند مربط أهله يتبع حمرًا. انظر: "شرح أبيات معاني القرآن للفراء ومواضع الاحتجاج بها" د. ناصر حسين علي: 60: ش 115.]] (وقرئ "مُسْتَنْفَرَة" بفتح الفاء [[قرأ أبو جعفر، ونافع، وابن عامر: مُسْتَنْفَرَة -بفتح الراء، ونصب الفاء-، والمفضل عن عاصم مثله. وقرأ ابن كثير، وعاصم، وأبو عمرو، وحمزة، والكسائي: مُستَنْفِرة -بكسر الفاء-. انظر: كتاب السبعة: 660، و"الحجة": 6/ 341، و"المبسوط": 386، و"كتاب التبصرة": 714، و"تحبير التيسير": 194.]]. وهي بمعنى مذعورة. يقال: استنفر الوحش وأنفرتها ونفرتها بمعنى واحد) [[ما بين القوسين نقله عن الأزهري. انظر: "تهذيب اللغة" 15/ 210، مادة: (نفر).]]، واختاره [[أي اختار قراءة فتح الفاء.]] أبو عبيد قال: لأن أكثر ما تكلم به العرب إذا جعلت الفعل للحمر أن تقول: أنفرت، ولا يكادون يقولون: استنفرت، إذا كانت هي الفاعلة، يقولون: استنفرت، إذا فعل ذلك بها، فهي مستنفرة [[لم أعثر على مصدر لقوله.]]. وقال أبو علي الفارسي: (الكسر في "مُستنفِرة" أولى، ألا ترى أنه: قال "فرت من قسورة"، وهذا يدل على أنها هي استنفرت) [[ما بين القوسين هو من قول أبي الحسن نقله عنه أبو علي في الحجة: 6/ 341 بنصه.]]. ويدل على صحة ما قال أبو علي (أن محمد بن سلام قال: سألت أبا سوار الغنوي [[أبو سوار الغنوي: روى عن أبيه، عن عمر بن عبد العزيز، روى عنه أبو سلمة موسى بن إسماعيل. انظر: كتاب "الجرح والتعديل" 9/ 342: ت: 1827.]]، وكان أعرابيًّا فصيحًا، فقلت: كأنهم حمر ماذا؟ قال: مستنفرة طردها قسورة، قلت: إنما هو: فرت من قسورة، قال: أفرَّت؟، قلت: نعم، قال: فمستنفرة إذًا) [[ما بين القوسين عند أبي علي في الحجة: 6/ 342 نقله عنه الإمام الواحدي بنصه.]]. قوله تعالى: ﴿فَرَّت﴾: يعني الحمر. ﴿مِنْ قَسْوَرة﴾: اختلفوا في تفسير القسورة: فروى عن ابن عباس فيها أقوالاً، قال في رواية عطاء [["معالم التنزيل" 4/ 419، كما ذكرت الرواية عن ابن عباس من غير ذكر الطريق إلى ابن عباس في: "المحرر الوجيز" 5/ 399، و"الجامع لأحكام القرآن" 19/ 87، و"البحر المحيط" 8/ 380، و"تفسير القرآن العظيم" 4/ 476.]]، (والكلبي [[المراجع السابقة، وانظر: الوسيط بين المقبوض والبسيط: 2/ 621، وانظر: مادة: (قسر) في: "تهذيب اللغة" 8/ 399، و"لسان العرب" 5/ 92.]]) [[ساقط من: (أ).]]: إنها الأسد؛ وهو قول: أبي هريرة [[بياض في (ع).]]، قال هي: الأسد الأسود [["جامع البيان" 29/ 170، و"الكشف والبيان" 12: 213/ أمن غير ذكر الأسود، و"معالم التنزيل" 4/ 419، و"الجامع لأحكام القرآن" 19/ 87، و"لباب التأويل" 4/ 332، و"البحر المحيط" 8/ 380، و"تفسير القرآن العظيم" 4/ 476، و"الدر المنثور" 8/ 339 وعزاه إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وانظر: مجمع الزوائد: 7/ 132: تفسير سورة المدثر. وقال الهيثمي: رواه البزار، ورجاله ثقات.]]. قال أبو عبيدة [["مجاز القرآن" 2/ 276.]]، وابن الأعرابي [["لسان العرب" 5/ 92: مادة: (قسر).]]، ....... (والمبرد [[لم أعثر على مصدر لقوله.]]) [[ساقط من: (أ).]]: القسورة الأسد، مأخوذ من: القسر، وهو: القهر على الكره، سمي بذلك؛ لأنه يقهر السباع. قال ابن عباس: الحمر الوحشية إذا عاينت الأسد هربت منه، كذلك هؤلاء المشركون إذا رأوا محمدًا -ﷺ-، أو سمعوه يقرأ، هربوا منه كما تهرب الحمير من الأسد [["زاد المسير" 8/ 130، و"التفسير الكبير" 30/ 791.]]. وقال في رواية سليمان (بن قتة) [[ما بين القوسين ساقط من: (أ).]] هي: الأسد بلسان الحبشة [[الحبشة ويراد به حاليًا أثيوبيا تقع في الجناح الشمالي الشرقي من قارة إفريقيا، أو ما يعرف الآن بالقرن الأفريقي، وأثيوبيا كلمة إغريقية معناها بلاد الأثيوبيين، أي بلاد المحروقة وجوههم، عاصمتها: أديس أبابا، واللغة الرسمية: الأمهرية، تتميز بغزارة أمطارها صيفًا التي تذهب أكثرها إلى بحيرة تانا في الشمال الشرقي. تحوي صادراتها: الحبوب، والبن، والعسل، والجلود، والذهب. العملة الرسمية لها: البِرّ، كانت تدين بالوثنية ثم اعتنقت النصرانية، ودخلتها اليهودية من اليمن ثم دخلها الإسلام في القرن 7 م. انظر: الموسوعة العالمية: 1/ 83 - 87، و"الموسوعة العربية الميسرة" 1/ 53.]] [[ورد قوله في: "الكشف والبيان" 12: 213/ أ، و"التفسير الكبير" 30/ 212 من غير ذكر الطريق إلى ابن عباس.]]، وخالف عكرمة فقال: الأسد بلسان الحبشة: عنبسة [["جامع البيان" 29/ 169، و"التفسير الكبير" 30/ 212.]]. وقال [[أي ابن عباس.]] في رواية سليم ....... (بن عبد [[سليم بن عبد: لعله: سليم بن عبد السلولي الكناني، كوفي، روى عن حذيفة، روى عنه أبو إسحاق السبيعي. انظر: كتاب "الجرح والتعديل" 4/ 212: ت: 915. أو لعله يراد به: سليمان بن عبد الله السلولي، فقد وردت بمثل هذه الرواية من طريقه عن ابن عباس في: "جامع البيان" 29/ 169، ولم أعثر على ترجمة له.]]) [[ما بين القوسين ساقط من: أ، وغير مستكمل في: ع بسبب بياض في آخر الكلام.]]: هم الرماة [["جامع البيان" 29/ 169.]]. (وهو قول مجاهد [["جامع البيان" 29/ 168، و"الكشف والبيان" ج: 12: 212/ ب، و"معالم التنزيل" 4/ 419، و"زاد المسير" 8/ 130، و"الجامع لأحكام القرآن" 19/ 87، و"الدر المنثور" 8/ 339 وعزاه إلى عبد بن حميد، وسعيد بن منصور، وابن المنذر.]]، وأبي موسى الأشعري [[ورد قوله في: "جامع البيان" 29/ 168، و"زاد المسير" 8/ 130، و"الجامع لأحكام القرآن" 19/ 87، الدر: 8/ 339 وعزاه إلى ابن أبي حاتم، وانظر: "المستدرك" 2/ 508: كتاب التفسير: تفسير سورة المدثر، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.]]، والضحاك [["معالم التنزيل" 4/ 419، و"زاد المسير" 8/ 130، و"الجامع لأحكام القرآن" 19/ 87، و"الكشف والبيان" ج: 12: 212/ ب.]]، ومقاتل [["تفسير مقاتل" 217/ أ، و"زاد المسير" 8/ 130.]]، وابن كيسان [["زاد المسير" 8/ 130، و"الكشف والبيان" ج: 12: 212/ ب، و"الجامع لأحكام القرآن" 19/ 87.]]، وعكرمة [["جامع البيان" 29/ 169، و"الجامع لأحكام القرآن" 19/ 87.]]) [[ما بين القوسين ساقط من: (أ).]]. وهذا معنى قول من قال في "القسورة": إنهم القناص [[القانص: الصائد، والقوانص جمع قانصة من القنص: الصيد. النهاية في "غريب الحديث" والأثر: 4/ 112.]]. (وهو رواية عطية عن ابن عباس [["جامع البيان" 29/ 169، و"الكشف والبيان" ج: 12: 212/ ب.]]) [[ما بين القوسين ساقط من: (أ).]]، وقول سعيد (بن جبير [[المرجعان السابقان، وانظر: "الدر المنثور" 8/ 339 وعزاه إلى عبد بن حميد.]]، والحسن [[لم أعثر على مصدر لقوله.]] " [[ما بين القوسين ساقط من: (أ).]]؛ يدل على هذا أن الحجاج روى (عن عطاء عن ابن عباس) في "القسورة": الرماة، رجال القنص [["المحرر الوجيز" 5/ 399 من غير ذكر الطريق، و"الدر المنثور" 8/ 339 وعزاه إلى عبد بن حميد وابن أبي حاتم.]]، فجمع بين اللفظين. (روى أبو العباس عن) [[ما بين القوسين ساقط من: أ، وقد ذكر بدلاً منه لفظ: "قال" في نسخة: أ.]] ابن الأعرابي في تفسير (القسورة [[في (أ): قسورة]]): وفيها أقوال (لم تروَ عنه) [[ما بين القوسين ساقط من: (أ).]]، قال عكرمة: "من قسورة": من ظلمة الليل [["الكشف والبيان" ج: 12: 213/ ب، و"معالم التنزيل" 4/ 419، و"زاد المسير" 8/ 131، و"الجامع لأحكام القرآن" 19/ 88، و"فتح القدير" 5/ 333.]]. قال ابن الأعرابي: القسورة: أول الليل [["الجامع لأحكام القرآن" 19/ 88، و"البحر المحيط" 8/ 381.]]. وقال قتادة: القسورة: النَّبْل [[تفسير عبد الرزاق: 2/ 332، و"النكت والعيون" 6/ 149، و"زاد المسير" 8/ 131.]]. وقال (زيد) [[ساقط من: (أ).]] بن أسلم: القسورة: الرجال الأقوياء [[ورد قوله في: "الكشف والبيان" ج: 12: 213/ ب، و"معالم التنزيل" 4/ 419، و"الجامع لأحكام القرآن" 19/ 88.]]. قوله تعالى: ﴿بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً﴾ قال المفسرون [[ورد قول المفسرين في: "معالم التنزيل" 4/ 419، و"زاد المسير" 8/ 131، و"التفسير الكبير" 30/ 212، و"لباب التأويل" 4/ 232، و"البحر المحيط" 8/ 381، و"فتح القدير" 5/ 333.]]: وذلك أن كفار قريش قالوا لمحمد -ﷺ- ليصبح عند رأس كل منا كتاب منشور من الله: أن آلهتنا باطلة، وأن إلهك حق، وأنك رسوله، نؤمر فيه باتباعك كقوله: ﴿حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ﴾ [[الإسراء: 93: ﴿وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ﴾.]]، وهذا قول مجاهد [[بمعناه في "جامع البيان" 29/ 171، و"النكت والعيون" 6/ 149 مختصرًا، و"الجامع لأحكام القرآن" 19/ 88، و"الدر المنثور" 8/ 340، وعزاه إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]، ومقاتل [["تفسير مقاتل" 217/ أ.]]، (وقتادة [["جامع البيان" 29/ 171، و"الدر المنثور" 8/ 340، وعزاه إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]، والحسن [[لم أعثر على مصدر لقوله.]]) [[ما بين القوسين ساقط من: (أ).]]. قالوا: أرادوا كتبًا تنزل من السماء إلى فلان، وإلى فلان: أن آمنوا بمحمد. وقال الكلبي: إنهم قالوا: كنا نحدث أن الرجل من بني إسرائيل إذا أذنب ذنبًا أصبح وعند رأسه صحيفة مكتوبة فيها ذنبه وتوبته: أذنبت كذا وكذا، وكفارتك كذا؛ فإن فعلت بها ذلك آمنا بك [["الكشف والبيان" ج: 12: 213/ ب، و"معالم التنزيل" 4/ 420، و"الجامع لأحكام القرآن" 19/ 88.]]. (وهو اختيار الفراء [["معاني القرآن" 3/ 206.]] ، والزجاج [["معاني القرآن وإعرابه" 5/ 250.]]) [[ما بين القوسين ساقط من: (أ).]]؛ ويدل على صحته [[في (أ): صحة.]] قوله: ﴿صُحُفًا مُنَشَّرَةً﴾ بلفظ الجمع لكل امرئ منهم، والصحف: الكتب، واحدتها [[في (أ): واحدها.]] صحيفة. قال الليث: ومن النوادر أن تجمع فعيلة على فُعُل، مثل سفينة وسُفُن، وكان قياسهما: صحائف وسفائن [["تهذيب اللغة" 4/ 254 مادة: (صحف)، نقله عنه بنصه.]]. و ﴿مُّنَشَّرَةً﴾ معناها منشورة، والتفعيل [[في (أ): الفعيل.]] للكثرة في الجمع. قال الله: ﴿كَلَّا﴾، قال مقاتل: لا يؤتون [[في (ع): تؤتون.]] الصحف [["تفسير مقاتل" 217/ أ، قال: "لا يؤمنون بالصحف".]]. ﴿بَلْ لَا يَخَافُونَ الْآخِرَةَ﴾ قال عطاء: أي النار والعقاب [[لم أعثر على مصدر لقوله.]]. والمعنى: أنهم لو [[زاد في (أ): أنهم، ولم تذكر في (ع)، وهو الصواب، لاستقامة المعنى بدونها.]] خافوا الآخرة لما اقترحوا الآيات بعد قيام الدلالة ووضوح المعجزة، واشتغالهم بالاقتراحات دليل على أنهم لا يخافون النار. ﴿كَلَّا﴾ أي: حقًّا، ﴿إِنَّهُ﴾، يعني: القرآن، ﴿تَذْكِرَةٌ﴾، تذكير وموعظة، ﴿فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ﴾ قال ابن عباس: (اتعظ) [[لم أعثر على مصدر لقوله، وورد من غير نسبة في الوسيط: 4/ 388.]] [[ما بين القوسين ساقط من: (أ).]]. (﴿وَمَا يَذْكُرُونَ﴾ [[ما بين القوسين ساقط من: (أ).]])، قال [[أي ابن عباس.]]: يريد يتعظون [[لم أعثر على مصدر لقوله.]]. ﴿إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ﴾، قال مقاتل: إلا أن يشاء الله لهم الهدى [["فتح القدير" 5/ 334، وبمعناه في "تفسير مقاتل" 217/ ب.]]؛ فرد المشيئة إلى نفسه [[قال السعدي في معنى قوله: ﴿وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ﴾: "فإن مشيئة الله نافذة عامة، لا يخرج عنها حادث قليل ولا كثير، ففيها رد على القدرية، الذين لا يدخلون أفعال العباد تحت مشيئة الله، والجبرية: الذين يزعمون أنه ليس للعبد مشيئة، ولا فعل حقيقة، وإنما هو مجبور على أفعاله، فأثبت تعالى للعباد مشيئة حقيقية وفعلاً، وجعل ذلك تابعًا لمشيئته". تفسير الكريم الرحمن: 5/ 338.]]. قوله تعالى: ﴿هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ﴾ روى أنس أن رسول الله -ﷺ- قال في هذه الآية: "قال ربكم -عز وجل-: أنا أهل أن أتَّقَى فلا يُشْرَك بي غيري، وأنا أهل لِمَنِ اتَّقَى أن يشرك بي غيري أن أغْفِرَ له" [[الحديث أخرجه: الدارمي في سننه: 2/ 758: ح: 2624: كتاب الرقاق. باب 16 في تقوى الله، والإمام أحمد في مسنده: 3/ 142. وابن ماجه 2/ 447: ح 4354 بنحوه في الزهد: باب ما يرجى من رحمة الله يوم القيامة. والترمذي 5/ 430: ح 3328: كتاب التفسير: تفسير سورة المدثر "71" وقال: هذا حديث غريب، و"سُهَيْل" ليس بالقوي، قد تفرد بهذا الحديث عن ثابت. والحاكم في "المستدرك" 2/ 508: بمعناه في التفسير: تفسير سورة المدثر، وصححه ووافقه الذهبي. والحديث في سنده ضعف. انظر: "ضعيف سنن ابن ماجه" 350: ح: 936 - 4299، وضعيف سنن الترمذي: 432: ح: 659 - 3563، وقال السيد بن عبد المقصود: وفي سنده ضعف، فهو من رواية سهيل بن أبي حزم القطعي، عن == ثابت، عن أنس، وسهيل ضعيف كما في التقريب (1: 338: ت: 576)، وقد قال عنه الترمذي: غريب، وسهيل ليس بالقوي في الحديث، وقد تفرد به عن ثابت -ثم قال- قلت: وعلى هذا فتصحيح الحاكم للحديث فيه نظر. انظر -حاشية- "النكت والعيون" 6/ 149 تحقيق السيد بن عبد المقصود.]]. وقال [[في (أ): قال.]] ابن عباس: يريد أهل أن يتقى، وأهل أن يغفر لمن اتقى [[لم أعثر على مصدر لقوله.]]. (ونحو هذا قال مقاتل: أهل أن يتقى فلا يعصى، وأهل المغفرة ذنوب أهل التقوى [["تفسير مقاتل" 213/ ب.]]) [[ما بين القوسين ساقط من: (أ).]]. وقال قتادة: أهل أن تتقى محارمه، وأهل أن يغفر الذنوب [["جامع البيان" 29/ 172، و"النكت والعيون" 6/ 149، و"المحرر الوجيز" 5/ 400.]]. وقال أبو إسحاق: أهل أن يُتَّقَى عِقَابُه، وأهل أن يُعمل بما يؤدي إلى مغفرته [["معاني القرآن وإعرابه" 5/ 250 بنصه.]]. والمعنى أنه إذا كان أهلًا للمغفرة يجب أن يتعرض لمغفرته بما يؤدي إليه [[في (ع): إليها.]] من الطاعة والتوبة والاستغفار.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب