الباحث القرآني

قوله تعالى: ﴿فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا﴾ قال مقاتل: يعني الْحُسن، والبياض، والنور في الوجوه، وسرورًا لا انقطاع له، ولا يصفه واصف [[بمعناه في: "تفسير مقاتل" 220/ أ، وقد ورد بمثله مختصرًا في: "الوسيط" 4/ 402 من غير عزو.]]. قاله الكلبي [[لم أعثر على مصدر لقوله.]]. ومعنى (النضرة) قد مر عند قوله: ﴿ناضرة﴾ [القيامة: 22]. ﴿وَلَقَّاهُمْ﴾ من قوله: ﴿وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً﴾ [[سورة الفرقان: 75. وقد جاء في تفسيرها: "وقوله: ﴿وَيُلَقَّوْنَ﴾ قرئ بالتشديد والتخفيف، فمن شدد فحجته قوله: ﴿وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً﴾، ومن خفف فحجته قوله: ﴿فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا﴾ وقال الفراء: التخفيف أعجب إلى؛ لأن القراءة لو كانت على التشديد كانت بـ"الياء"؛ لأنك تقول: فلان يُتلقّى بالسّلام والخير. وهذا الذي قاله ينتقض بقوله: "ولقاهم نضرة" لأنه يعتبر الباء على أنه قال: وكل صواب يُلقَّوْنه، وُيلَقَّوْن به".]] وقد مر. ﴿وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا﴾ أي في الدنيا على طاعة الله واجتناب معاصيه، ومقاساة الشدائد. ﴿جَنَّةً﴾ فيها قصور الدر والياقوت. ﴿وَحَرِيرًا﴾ يعني لباس أهل الجنة الذي لا يصفه الواصفون. (قاله ابن عباس) [[لم أعثر على مصدر لقوله، وورد بمثله مختصرًا في "الوسيط" من غير عزو 4/ 402.]] [[ما بين القوسين ساقط من ع.]]. قوله تعالى: ﴿مُتَّكِئِينَ فِيهَا﴾ قال الأخفش [["معاني القرآن" 2/ 723.]]، والزجاج [[معاني القرآن وإعرابه: 5/ 259.]]: نصب متكئين على الحال، المعنى: وجزاهم [جنة] [[ساقطة من نسخة: أ، وفراغ في نسخة: ع، والمثبت من معاني القرآن وإعرابه للزجاج، ومن معاني القرآن للأخفش. المرجعان السابقان ..]] في حال اتكائهم، كما تقول: جزاهم ذلك قيامًا. قال الأخفش: وقد يكون على المدح [["معاني القرآن" 2/ 723.]]. و ﴿مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ﴾ مفسر في سورة الكهف [[سورة الكهف: 31. قال الإمام الواحدي عند تفسير قوله تعالى: ﴿مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ﴾ الاتكاء: التحامل على الشيء نحو: التوكؤ، ومنه قوله تعالى: ﴿هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا﴾ [طه: 18] والأرائك: جمع أريكة، وهو سرير حجلة قال ابن عباس، ومجاهد: الأرائك: السرر في الحجال، وهي من ذهب مكللة بالدر والياقوت". والحِجال: هي الحَجَلة، والجمع: حَجَل، وحِجال: هو بيت كالقُبة يستر بالثياب. انظر: "لسان العرب" 11/ 144: مادة: (حجل).]]. وقوله تعالى: ﴿لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا﴾ قال ابن عباس: لا يجدون الحر والبرد [[لم أعثر على مصدر لقوله، وقد ورد مثل قوله في: "الوسيط" من غير عزو: 4/ 402.]]. وقال الكلبي: لا يرون شمسًا كشمس أهل الدنيا؛ ولا بردًا يحرق كما يحرق النار [[لم أعثر على مصدر لقوله.]]. قال مقاتل: يعني (شمسًا) [[ساقطة من (أ).]] يؤذيهم حرها ، ولا زمهريرًا يؤذيهم برده، لأنهما يؤذيان في الدنيا [["تفسير مقاتل" 220/ ب، "معالم التنزيل" 4/ 429.]]. وهو قول ابن مسعود [["الجامع لأحكام القرآن" 19/ 136.]]، ومجاهد [["جامع البيان" 29/ 214، "الدر المنثور" 8/ 373 وعزاه إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]، (ومقاتل بن حيان) [[لم أعثر على مصدر لقوله، وبمعناه ورد في: "الجامع لأحكام القرآن" 19/ 136. وهو: مقاتل بن حيان بن النبطيِّ، أبو بِسْطام البَلْخي الخراز؛ مولى بكر بن وائل، روى عن الحسن البصري، والربيع بن أنس، وروى عنه إبراهيم بن أدهم، صدوق، فاضل، مات قبل الخمسين بأرض الهند، روى له الجماعة سوى البخاري. انظر: "الطبقات الكبرى" 7/ 374، "تهذيب الكمال" 28/ 430: ت: 6160، "تقريب التهذيب" 2/ 272: ت: 1346.]] [[ما بين القوسين ساقط من (أ).]]، وقتادة [["جامع البيان" 29/ 214 بنحوه، "الدر المنثور" 8/ 372 - 373 وعزاه إلى عبد بن حميد.]]، والجميع [[وممن قال بذلك: عكرمة، انظر: "النكت والعيون" 6/ 169، "الدر المنثور" 8/ 373 وعزاه إلى عبد بن حميد، وابن المنذر. وبه قال أيضًا: الطبري في: "جامع البيان" 29/ 213، السجستاني في: "نزهة القلوب" 257، مكي بن أبي طالب في: العمدة في "غريب القرآن" 327. وإليه ذهب أصحاب الكتب الآتية: معالم التنزيل: 4/ 429، "المحرر الوجيز" 5/ 411، زاد المسير: 8/ 147، "لباب التأويل" 4/ 340. وذكر قولًا آخر مخالفًا -وهو بعيد-، قيل: إن الزمهرير اسم القمر بالنبطية، قاله ثعلب، وقيل: هي بلغة حميرية انظر: "النكت والعيون" 6/ 169، "زاد المسير" 8/ 147، "الجامع لأحكام القرآن" 19/ 136، "نفس الصباح" 2/ 752. وجاء تفصيل معنى الزمهرير بالقمر: "هو كناية عن الفناء؛ لأن الفناء لا يوجد إلا مع تعاقب الشمس والقمر، واختلاف ليلهما ونهارهما، وفي حسابهما علامة على انقضاء الآجال، ونفاذ الأعمار، فوصف تعالى حالهم في == الحياة الباقية في الجنة أنهم لا يرون فيها فناء، وكنى عن الفناء بالشمس والقمر لما تقدم آنفًا". نفس الصباح: 2/ 752. من هذا: يتبين لي أن ما قرره الإمام الواحدي من أن الجميع ذهب إلى القول إن زمهريرًا شدة البرد هو الصواب، وما وجد من مخالف، فقوله ضعيف، وبعيد، لا يعتد به.]] قالوا: الزمهرير: البرد الشديد. (ونحو ذلك قال أهل العربية) [[ما بين القوسين ساقطة من (أ).]]، قال الليث: الزمهرير: شِدة البرد، قد ازمهر البرد ازمهرارًا، فهو مزمهر [[تهذيب اللغة: 6/ 524: مادة: (زمهر؛ بزيادة: مزمهر).]]. وقال المبرد: (هو إفراط البرد، وأنشد [[في (ع). أنشدوا.]] للأعشى [[في (ع). لأعشى.]]: مُبتَلَّةُ الخَلْق مثلُ المهاة ... لم تَرَ شمسًا ولا زَمْهَريرا [[ديوانه: 86 ط دار صادر، تهذيب اللغة: 14/ 292: مادة: (زمهر)، "لسان العرب" 4/ 330: مادة: (زمهر) "تاج العروس" 3/ 343: مادة: (زمهر)، وجاء في: اللسان والتاج رواية: من القاصرات سُجُوفَ الحِجال.]] [[لم أعثر على مصدر لقول المبرد.]] قوله تعالى: ﴿وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا﴾ ذكر الأخفش [["معاني القرآن" 2/ 723.]]، والفراء [["معاني القرآن" 3/ 216.]]، والكسائي [["التفسير الكبير" 30/ 248.]]، (والزجاج) [[معاني القرآن وإعرابه: 5/ 259.]] [[ساقطة من (أ).]] في نصب (ودانية) وجهين: أحدهما: الحال بالعطف على قوله (متكئين) كما تقول: في الدارة عبيد الله متكئًا. ومرسله عليه الحجال؛ لأنه حين قال عليهم رجع إلى ذكرهم. الوجه الثاني: أن تكون (دانية) نعتًا للجنة. المعنى: وجزاهم جنة دانية، وعلى هذا هي صفة لموصوف محذوف، كأنه قيل: وجزاهم بما صبروا جنة وحريرًا، وجنة دانية عليهم ظلالها. قال أبو الفتح: الوجه أن يكون قوله: (ودانية) منصوبة على الحال، معطوفة على قوله: (متكئين)، وهذا هو القول الذي لا ضرورة فيه [["سر صناعة الإعراب" 1/ 184 بيسير من التصرف.]]. قال (مقاتل) [[ما بين القوسين جاء بدلًا منه في (أ): يقال.]]: يعني: شجرها قربت منهم، فإن كان الرجل قائمًا تطاولت الشجرة، وإن كان جالسًا، أو متكئًا انخفضت ولانت لهم [[بمعناه في: "تفسير مقاتل" 220/ ب.]]، فذلك قوله: ﴿وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا﴾. قال ابن عباس: إذا همّ أن يتناول [[بياض في (ع).]] من ثمارها تذللت إليه حتى يتناول منها ما يريد [["زاد المسير" 8/ 147، "الجامع لأحكام القرآن" 19/ 137.]]. وقال البراء بن عازب: ذللت لهم فيها يتناولون فيها كيف شاؤوا [["التفسير الكبير" 30/ 248، "الدر المنثور" 8/ 374 وعزاه إلى الفريابي، وسعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وهناد بن السري، وعبد بن حميد، وعبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد"، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، والبيهقي في "البعث". وانظر: "المستدرك" 2/ 511، كتاب التفسير: تفسير سورة المدثر، وصححه، وسكت عنه الذهبي.]]. وقال مجاهد: من أكل قائمًا لم يؤذه، ومن أكل جالسًا لم يؤذه، ومن أكل مضطجعًا لم يؤذه [[بمعناه في: "المحرر الوجيز" 5/ 412، و"الجامع لأحكام القرآن" 19/ 137.]]. والمعنى: قريب منهم مذللة [[في (أ): مدا لله.]] لهم، كيف شاؤوا كقوله تعالى: ﴿قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ﴾، ومعنى تذليل القطوف تسهيل تناوله، (وأهل المدينة يقولون: ذُلَّل النخلُ أي: [سوى] [[في كلا النسختين: سو، والمثبت من "تفسير غريب القرآن" 503.]] عذوقُه) [[ما بين القوسين نقله عن ابن قتيبة. المرجع السابق.]]، وأخرجها من السعف حتى يسهل تناوله [[من قوله: ومعنى تذليل القطوف، إلى: حتى يسهل تناوله. انظر: "لسان العرب" 11/ 258 (ذلل).]]. وقال ابن قتيبة: معنى (وذللت) أدنيت منهم، من قوله: حائط ذليل إذا كانت قصير السَّمْك [["تفسير غريب القرآن" 503 بنصه.]]. قوله تعالى: ﴿قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ﴾ [[في كلا النسختين: قوارير.]] قال ابن عباس: يريد أن فضة الجنة يُرى ظاهرها من باطنها [[ورد بمعناه في: "الكشف والبيان" 12: 20/ أ، "الدر المنثور" 8/ 375 وعزاه إلى ابن المنذر، وسعيد بن منصور، وعبد الرزاق، ولم أجده في تفسيره، وانظر كتاب "البعث والنشور" للبيهقي: 201، رقم: 312.]]. وقال الكلبي: (إن) [[ساقطة من (أ).]] الله تعالى جعل قوارير أهل الجنة من فضة، فاجتمع لها بياض الفضة، وصفاء القوارير [[لم أعثر على مصدر لقوله، وقد ورد مثله من غير عزو في: "الوسيط" 4/ 403.]]. (وقال الشعبي: صفاؤها صفاء القوارير، وهي من فضة [["النكت والعيون" 6/ 170، "الدر المنثور" 8/ 375 وعزاه إلى عبد بن حميد.]]، ونحو هذا قال مجاهد [["جامع البيان" 29/ 215، 217.]]، ومقاتل [["تفسير مقاتل" 222/ أ.]]، وقتادة [["تفسير عبد الرزاق" 2/ 337، "جامع البيان" 29/ 215، وبمعناه في: "الدر المنثور" 8/ 375 وعزاه إلى ابن المنذر.]]، والجميع) [[قال به الحسن، انظر: "جامع البيان" 29/ 215 - 216، وعزاه صاحب "كشف البيان" إلى المفسرين: 13: 20/ أ، وحكاه أيضًا عن المفسرين البغوي في: "معالم التنزيل" 4/ 430، وبه قال أيضًا الفراء في "معاني القرآن" 3/ 217.]] [[ما بين القوسين ساقطة من (أ).]]. قال أبو إسحاق: القوارير التي في الدنيا من الرمل، فأعلم الله (عز وجل) [[ساقطة من (ع).]] أن فضل تلك القوارير أن أصلها من فضة؛ يُرى من خارجها ما في باطنها [["معاني القرآن وإعرابه" 5/ 260 بيسير من التصرف.]]. قال ابن قتيبة: (إن كل ما في الجنة من آلاتها، وسرُرها [[في (أ): سرورها.]] وفُرُشها، وأكوابها مخالف لما في الدنيا من صنعة العباد. قال ابن عباس: ليس في الدنيا شيء مما في الجنة إلا الأسماء، والأكواب في الدنيا قد تكون من فضة، وتكون من قوارير، فأعلمنا الله أن هناك أكوابًا لها بياض الفضة، وصفاء القوارير [[جاء عنه مختصرًا في: "جامع البيان" 29/ 215، "بحر العلوم" 3/ 432، "زاد المسير" 8/ 148.]]. قال [[أي ابن قتيبة.]] وهذا على التشبيه، أراد قوارير كأنها من فضة كما تقول: أتانا بشراب من نور، أي كأنه [[في (ع) من، وهي زيادة على النص الأصلي لابن قتيبة، ولا يصلح الكلام بإثباتها.]] نور، وهذا كقوله: ﴿كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ﴾ [الرحمن: 58]، أي لهن لون المرجان في صفاء الياقوت [[من قوله: وهذا كقوله: كأنهن الياقوت إلى آخر الكلام نسبه ابن قتيبة في: تأويل مشكل القرآن: 81 إلى قتادة.]] [[ما بين القوسين من قول ابن قتيبة في "تأويل مشكل القرآن" 80 - 81 بتصرف يسير.]]. وهذا الذي ذكره ابن قتيبة غير ما ذكره المفسرون؛ لأنهم جعلوها من فضة صافية، وهو يقول. هي قوارير كأنها من فضة (صافية) [[ما بين القوسين ساقطة من (ع).]] لصفاء نورها [[في (ع): لونها.]]. وقوله: ﴿قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا﴾ على قدْرِ رِيِّهِم، لا يزيد ولا ينقص من الري، ليكون ألذَّ لشربهم [[في (أ): من شربهم.]]. (هذا معنى قول جماعة من المفسرين [[منهم: الحسن، وسعيد، ومجاهد، وقتادة، وابن زيد، والكلبي، ومقاتل. انظر: "تفسير مقاتل" 222/ أ، "جامع البيان" 29/ 217، "النكت والعيون" 6/ 170.]] [[ما بين القوسين ساقطة من (أ).]]. وقال الفراء: يقول قدروها على رِي أحدهم لا فضل فيه، ولا عجز عن ريه، وهو ألذ الشراب [["معاني القرآن" 3/ 217.]]. وقال الزجاج: جعلوا الإناء على قدر ما يحتاجون إليه وُيرِيدُونَه [["معاني القرآن وإعرابه" 5/ 260 بتصرف يسير.]]. وقال أبو عبيدة: يكون التقدير: الذين يسقونهم يقدرونها، ثم يسقون [[لم أعثر على مصدر لقوله.]]، يعني: (أن الضمير في [(قدروها)] [[في كلا النسختين: قدروا، والمثبت من "الحجة" 6/ 353.]] للملائكة، وللخدم، وللخُزَّان. ومن قرأ (قُدِّرُوها) [[في (ع): قدروهم.]] بضم القاف [[قرأ بذلك: الشعبي، وقتادة، وابن أبزى، وعلي، والجحدري، وابن عباس، وعبيد بن عمير، وابن سيرين، وأبو عبد الرحمن. انظر: "جامع البيان" 29/ 217، "المحرر الوجيز" 5/ 412، "زاد المسير" 8/ 148، "الجامع لأحكام القرآن" 19/ 139، "البحر المحيط" 8/ 397. وهي قراءة شاذة لعدم صحة سندها؛ ولعدم ذكرها في كتب المتواتر من القراءات، كما حكم عليها الشوكاني بأنها شاذة في: "فتح القدير" 5/ 350.]]، اجتمع في قراءته: القلب، والحذف، أما القلب، فإنه أراد: قدرت الأكواب التي يسقى بها، فقلب التقدير إلى الذين يسقون كما قال: لا تحسبَنَّ دراهمًا سَرِقْتَها ... تمحو مخازيك التي بعُمانِ [[البيت للفرزدق من أبيات يهجو بها جديلة بن سعيد بن قبيصة الأزدي. انظر: ديوانه: 2/ 868. ورد البيت في: ديوانه برواية: "دراهمًا أعطيتها"، وانظر: "لسان العرب" 10/ 156: مادة: (سرق).]] وإنما سرقته الدراهم، لا هو يسرقها، وقد قال: سرقتها، ومثله ما حكاه أبو زيد: إذا طلعت الجَوْزاء [انتصب] [[ما بين المعقوفين ساقط من النسختين، والمثبت من مصدر القول.]] في العود الحِرْباء [[كتاب "النوادر في اللغة" لأبي زيد: 409.]] [[الحِرباء: قيل هي دُويبة نحو العظاءة، أو أكبر، يستقبل الشمس برأسه، ويكون معها كيف دارت، يقال إنما يفعل ذلك ليقي جسده برأسه، ويتلون ألوانًا بحر الشمس. == انظر: "لسان العرب" 1/ 307: مادة: (حرب)، وذكر هذا المثل في: "المحرر الوجيز" 5/ 412.]]. والقلب كثير في الكلام، وأما الحذف فإن المعنى يكون: قُدِّروا عليها، فلما حذف الحرف وصل الفعل) [[ما بين القوسين نقله الواحدي عن أبي علي من الحجة: 6/ 353 - 354 بتصرف.]]، والكناية للأكواب، وتقدير اللفظ: قدر المُسقيُّون على الأكواب. والمعنى: قدرت الأكواب عليهم، أي على ريهم، فحذف وقلب، (وهذه قراءة الشعبي) [[ورد قوله في: "جامع البيان" 29/ 217، "الكشف والبيان" 13: 120/ أ، "المحرر الوجيز" 5/ 412، "الدر المنثور" 8/ 374 وعزاه إلى عبد بن حميد.]] [[ما بين القوسين ساقطة من (أ).]]. وقال القرظي في قوله: (قدروها تقديرًا) كانت كما يشتهون [[لم أعثر على مصدر لقوله، وقد ورد بمثله في: "الوسيط" 4/ 403 معزوًا إلى القرطبي، ولعله تصحيف، والمراد به القرظي، والله أعلم.]]. وهذا يحتمل أنه أراد: كانت الأكواب كما يشتهون في أنها تسع لريهم (كما ذكر المفسرون) [[ما بين القوسين ساقطة من (أ).]]. ويحتمل أنه أراد: أنها كانت قدر [[في (أ): قد.]] مُلء [[في (أ): ميل.]] الكف، لم تعظم فيثقل حملها، فكانت كما يشتهون. وهذا قول الربيع [[بمعناه في: "المحرر الوجيز" 5/ 412، "التفسير الكبير" 30/ 250، "تفسير القرآن العظيم" 4/ 486.]]. ﴿كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا﴾ قال أبو إسحاق: والعرب تصف لهم طعم الزنجبيل، وهو مستطاب عندهم (جدًا) [[ساقطة من (أ).]]. وأنشد للأعشى: كأنَّ القَرُنْفُلَ والزنجبيل ... بَاتا بفيْهَا وأرْيًا مَشُورا [[ورد البيت في: ديوانه: 85 ط. دار صادر برواية: كأن جنيًا من الزنجبيل خالط فاها]] [["معاني القرآن وإعرابه" 5/ 260 بيسير من التصرف.]] قال ابن عباس: وكل ما ذكر الله في القرآن مما في الجنة وسماه، ليس له مثل في الدنيا ، ولكن الله تعالى سماه بالاسم الذي يُعرف [[معالم التنزيل: 4/ 430، "التفسير الكبير" 30/ 250.]]. قال مقاتل: لا يُشبه زنجبيل الدنيا [[معالم التنزيل: 4/ 430، فتح القدير: 5/ 351، وبمعناه في: "تفسير مقاتل" 222/ أ، قال: يعني كأنما قد مزج فيه الزنجبيل.]]. (وتفسير هذا كتفسير قوله: ﴿كان مزاجها كافورًا﴾) [[ما بين القوسين ساقط من (أ).]]. قوله تعالى: ﴿عَيْنًا﴾ يجوز أن يكون بدلًا من قوله: (زنجبيلاً). والمعنى: كان مزاجها: (عينًا)، وتلك العين لها طعم الزنجبيل. ويجوز أن يكون المعنى: ويسقون عينًا. (ذكر ذلك الفراء [["معاني القرآن" 3/ 217، وعبارته: "ذكر أن الزنجبيل هو العنب، وأن الزنجبيل اسم لها".]]، و) [[ما بين القوسين ساقط من (أ).]] الزجاج [["معاني القرآن وإعرابه" 5/ 260 - 261.]]. وقوله: ﴿تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا﴾. قال عكرمة [["النكت والعيون" 6/ 171، وعبارته: "أنه اسم لها، قاله عكرمة"، وبمعناه في: "تفسير القرآن العظيم" 4/ 487.]]، (والكلبي) [[لم أعثر على مصدر لقوله، وقد ورد بمثله في: "الوسيط" 4/ 403 من غير عزو.]] [[ساقطة من (أ).]]: يعني يمزج الخمر بالزنجبيل، والزنجبيل من عين، تسمى تلك العين: سلسبيلاً. وعلى هذا: (سلسبيل: اسم تلك العين، وصرف لأنها رأس آية) [[ما بين القوسين نقله عن الزجاج في: "معاني القرآن وإعرابه" 5/ 261.]]، وصار كقوله: (الظنونا) [[سورة الأحزاب: 15.]]، و (السبيلا) [[سورة الأحزاب: 67.]]، وقد مر في هذه السورة [[انظر الآية 4 من هذه السورة]]. قال ابن الأعرابي: لم أسمع السلسبيل إلا في القرآن [[انظر مادة (سلسل) في: تهذيب اللغة: 13/ 156، "لسان العرب" 11/ 344.]]، فعلى هذا لا يعرف له اشتقاق. وقال قتادة في قوله: (سلسبيلا) سلسة [[في (أ): سلسلة.]] لهم، يصرفونها حيث شاؤوا [["تفسير عبد الرزاق" 2/ 338، "جامع البيان" 29/ 218، "النكت والعيون" 6/ 171، معالم التنزيل: 4/ 430، "الجامع لأحكام القرآن" 19/ 141 بنحوه. وبمعناه في: "تفسير القرآن العظيم" 4/ 487، "الدر المنثور" 8/ 376 برواية: سلسلة، وعزاه إلى عبد بن حميد.]]. وقال مجاهد: سلسة السلسبيل: حديدة الجرية [[المراجع السابقة "عدا النكت والعيون"، وانظر: "زاد المسير" 8/ 149.]]، وهو معنى قول أبي العالية [["معالم التنزيل" 4/ 430، زاد المسير: 8/ 149 "حاشية، الجامع لأحكام القرآن" 19/ 141. وانظر تفسير أبي العالية من أول سورة الإسراء إلى آخر القرآن: "نورة الورثان" 2/ 621، رسالة ماجستير غير منشورة]]، والمقاتلين [[في (أ): المقاتلان.]]، قالوا: إنها تسيل عليهم في الطريق، وفي منازلهم [[ورد بمعناه في: "تفسير مقاتل بن سليمان": 222/ ب، قال: "لأنه تسيل من جنة عدن، فتمر على كل جنة، ثم ترجع لهم الجنة كلها". وانظر: "بحر العلوم" 3/ 432 عن أحدهما، "النكت والعيون" 6/ 171 عن أحدهما دون تعيين، معالم التنزيل: 4/ 430 عن ابن حيان، "الجامع لأحكام القرآن" 19/ 141 عن ابن حيان.]]. وقال يمان: معنى سلسبيل: طيبة الطعم والمذاق [[لم أعثر على مصدر لقوله.]]. قال أبو إسحاق: سلسبيل صفة لما كان [[في (أ): لملَّكان.]] في غاية السلاسة، فكأن العين والله أعلم سميت بصفتها [["معاني القرآن وإعرابه" 5/ 261 بنصه.]]. فهذه ثلاثة أقوال: أحدها: أن سلسبيل اسم العين، ولا اشتقاق له، وكان الأصل لا يجري للتأنيث، والتعريف، ولكن أجري [[غير مقروء في (ع).]] للتوفيق بين رؤوس الآي؛ ولأن أصل السماء كلها الإجراء، (وقد ذكرنا هذا) [[ما بين القوسين ساقط من (أ).]]. الثاني: أن معناه سلسلة السبيل. والثالث: أنها سلسلة يتسلسل في الحلق. وعلى هذين القولين: سلسبيل صفة سميت بها العين، واختار ابن الأنباري القول الثالث، وقال: الصواب في سلسبيل أنه صفة للماء لسلسه [[في (أ): السلسة.]] وسهولة مدخله في الحلق، يقال: شراب سَلْس، وسِلْسَال، وسَلْسَبيل، إذا كان كذلك؛ إلا أنه قال: سلسبيل صفة للماء، وليس باسم العين، فقال: وغير منكر أن يقول تسمى، ثم يذكر الوصف يؤدي عن الاسم، واحتج على هذا بإجراء [[بياض في (ع).]] سلسبيل قال وإنما أجري؛ لأنه وصف للماء، ولو كان اسمًا للعين لكان الغالب عليه ألا يجري [[في (أ): ألا تجرا.]] [["زاد المسير" 8/ 149 نقله عنه باختصار، وكلامه ينتهي -عنده- إلى قوله: سلسال وسلسبيل.]]. وذكر ابن عباس في قوله: (سلسبيلا) قال: تنسل في حلوقهم انسلالًا [["النكت والعيون" 6/ 171.]]. قوله تعالى: ﴿وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ﴾ تقدم تفسيره في سورة الواقعة [[سورة الواقعة: 17، وجاء في تفسيرها: "قال أبو عبيدة: لا يهرمون، ولا يتغيرون. وقال ابن عباس: لا يموتون. وعلى هذا هو من الخلود الذي هو البقاء بلا موت. وقال بعضهم: لا يكبرون، ولا يهرمون، ولا يتغيرون. والمراد بالولد: أن الغلمان، وهم وإن لم يولدوا ، ولم يحصلوا عن ولادة، أطلق عليهم هذا الاسم لأن العرب تسمي الغلمان ولدانًا".]]. قوله تعالى: ﴿لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا﴾ قال عطاء: يريد في بياض اللؤلؤ، وحسنه، واللؤلؤ: إذا نثر من الخيط على البساط كان أحسن منه [[بياض في: ع.]] منظومًا [["معالم التنزيل" 4/ 430، فتح القدير: 5/ 351.]]. وقال الكلبي: أبيض ما يكون اللؤلؤ إذا انتثر [[لم أعثر على مصدر لقوله، وقد ورد بمعناه من غير عزو في: الوسيط: 4/ 404.]]. هذا قولهما. والأحسن في تشبيههم باللؤلؤ المنثور أن يقال: إنما شبهوا باللؤلؤ المنثور لانتشارهم في الخدمة، فلو كانوا صفًا لشبهوا باللؤلؤ المنظوم، ألا ترى أن الله عَزَّ وَجَلَّ قال: ﴿وَيَطُوفُ عَلَيهِم﴾، فإذا كانوا يطوفون كانوا نثرًا. (وهذا الذي ذكرنا معنى قول قتادة [["تفسير عبد الرزاق" 2/ 338،"جامع البيان" 29/ 221، "بحر العلوم" 3/ 432، وبمعناه في: "النكت والعيون" 6/ 171، "الدر المنثور" 8/ 376 مختصرًا عنه، وعزاه إلى عبد بن حميد.]]، وسفيان [[ورد معنى قوله في: "جامع البيان" 29/ 221، و"النكت والعيون" 6/ 171.]]، قالا: من كثرتهم وحسنهم) [[ما بين القوسين ساقط من (أ).]].
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب