الباحث القرآني

قوله تعالى: ﴿إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا﴾ قال ابن عباس: يعني: الذين لم يجعلوا لله شريكاً [[لم أعثر على مصدر لقوله.]]، والمفاز: مصدر كالفوز، والمعنى: أن لهم فوزاً بالنجاة، ونجاة من النار، وهو معنى قول المفسرين [[قال بذلك: قتادة، ومجاهد. انظر: "تفسير عبد الرزاق" 2/ 343، "جامع البيان" 30/ 17، "النكت والعيون" 6/ 188، "زاد المسير" 8/ 166، "تفسير القرآن == العظيم" 4/ 495، "الدر المنثور" 8/ 398، "تفسير الإمام مجاهد" 696، وبه قال الطبري في "جامع البيان" 30/ 17. وإلى هذا القول ذهب أيضًا: القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" 19/ 181، الخازن في "لباب التأويل" 4/ 348. وأصل الفاء، والواو، والزاي: كلمتان متضادتان، فالأولى: النجاة، والآخرة: الهلكة. انظر: "مقاييس اللغة" 4/ 459.]]. ثم فسر ذلك الفوز فقال: ﴿حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا﴾ يعني أشجار الجنة وثمارها. ﴿وَكَوَاعِبَ﴾ جمع كاعب [[الكاعب هي: الجارية التي كَعَب ثدياها، وكعَّب بالتشديد، والتخفيف، والجمع: الكواعب. انظر (كعب) في "تهذيب اللغة" 1/ 325، "لسان العرب" 1/ 719.]]، وهي النواهد [[الناهد: نهد الثدي ينهد نُهودًا -بالضم-: إذا كعب وارتفع، يقال: نهد الثدي إذا ارتفع عن الصدر، وصار له حجم. "تاج العروس" 2/ 519 (نهد).]]. قال مجاهد [[لم أعثر على مصدر لقوله.]]، ومقاتل [[لم أعثر على مصدر لقوله. وقد قال بمثله ابن عباس كما في "جامع البيان" 30/ 18.]]: يعني: النواهد. وقال الكلبي: المفلكات [[فَلَّك ثديُ الجارية تفليكًا، وتفلَّك: استدار. انظر: (ذلك) في "الصحاح" 4/ 1604، "لسان العرب" 10/ 478.]]، وهن اللواتي تكعبت ثديهن، وتفلكت [[لم أعثر على مصدر لقوله.]]. ومعنى تفسير الأتراب في سورة ص [[سورة -ﷺ- 52. قال تعالى: (وعندهم قاصرات الطرف أتراب) ومما جاء في تفسير أتراب قوله: (أتراب: جمع ترب، وهو اللِّدة. قال أبو عبيدة: أتراب: أسنانهن واحدة، قال ابن عباس، والمفسرون: (أتراب): مستويات على سن واحد، وميلاد واحد، بنات ثلاث وثلاثين. وقال مجاهد: أتراب: أمثال. وقال النحويون: أي هن في غاية الشباب والحسن).]]. ﴿وَكَأْسًا دِهَاقًا﴾ قال الليث: أدهقت الكأس إذا ملأتها جداً [[ذكر الأزهري معنى هذا القول من غير نسبة قال: (وقال غيره: أدهقت الكأس إلى أضبارها، أي ملأتها إلى أعاليها. وعبارة الليث: أدهقتها: شددت ملأها، قال: والدَّهْدقة: دوران البضع الكثير في القدر إذا غلت، تراها تعلو مرة وتسفل أخرى). "تهذيب اللغة" 5/ 394 (دهق).]]، وكأس دهاق: ممتلئة [["تهذيب اللغة" المرجع السابق. وقال ابن فارس: (الدال، والهاء، والقاف: يدل على امتلاء في مجيء وذهاب، واضطراب، يقال: أدهقت الكأس ملأتُها). "مقاييس اللغة": 2/ 307 (دهق). وانظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" 2/ 145 (دهق).]]. وكذلك قال الكسائي [[بمعناه في "التفسير الكبير" 31/ 21، وعبارته: ممتلئة.]]، والمبرد [[المرجع السابق، وبنفس العبارة أيضًا.]]، قالوا: هي الملأى تطفح، وليس فيها فضل مخلى، وأنشد المبرد قوله: ألا اسقني صرفاً سقاك الساقي ... من مائها بكأسة ماء الدهاق [[ورد البيت غير منسوب في "فتح القدير" 5/ 369. ولم أعثر على مصدر لقول المبرد فيما بين يدي من كتبه.]] [وقال] [[ساقطة من: أ، وقد أثبت ما رأيت فيه استقامة المعنى.]] ابن عباس: الدهاق: الملأى المترعة التي إذا زدتها فاضت [[ورد قوله مختصرًا في "جامع البيان" 30/ 19، "زاد المسير" 8/ 166، "الجامع لأحكام القرآن" 19/ 181، "لباب التأويل" 4/ 348، "الدر المنثور" 8/ 398، "روح المعاني" 30/ 18. وانظر: "صحيح البخاري" 2/ 431، كتاب بدء الخلق: باب: 8، و"تفسير ابن عباس" للحميدي: 2/ 963. وانظر: "كتاب البعث" 207، رقم: 322.]]. قال [[في (أ): ابن، والصواب حذفها؛ لأن الرواية وردت بنصها عند الطبري: 30/ 18 عن مسلم، وليس ابن مسلم، وكذا في "الوسيط" 4/ 415.]] مسلم [[هو: مسلم بن نَسْطاس، روى عن عبيدة السلماني، وأبي البختري، وروى عنه يحيى بن ميسرة، نا عبد الرحمن، قال: سمعت أبي يقول: أرى أنهما واحد، وكان البخاري قد فرقهما. انظر: كتاب "الجرح والتعديل" 8/ 197 ت 861، كتاب " التاريخ الكبير" 7/ 274: ت: 1159.]]: دعا ابن عباس غلاماً له، فقال: اسقنا دهاقاً، قال: فجاء الغلام بها ملأى، فقال ابن عباس: هذا الدهاق [["جامع البيان" 30/ 18، "التفسير الكبير" 31/ 21، "البعث" 207 ح 323.]]. قال عكرمة: وربما سمعت ابن عباس يقول: اسقنا، وأدهق لنا [["التفسير الكبير" 31/ 21، "تفسير ابن عباس" 2/ 964. وانظر: "المستدرك" 2/ 512 "كتاب التفسير". وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.]]. وقال آخرون [[منهم سعيد بن جبير، وابن عباس، ومجاهد، وعطية، والعباس بن عبد المطلب، وإبراهيم النخعي، وأبو هريرة، وعكرمة، والضحاك. انظر: "جامع البيان" 30/ 19، "بحر العلوم" 3/ 440، "الكشف والبيان" ج 2913/ ب، "زاد المسير" 8/ 166، "التفسير الكبير" 31/ 21، "الجامع لأحكام القرآن" 19/ 181، "الدر المنثور" 8/ 398.]]: هي المتتابعة. وأهل اللغة على القول الأول، وأصل القول الثاني من قول العرب: (ادَّهقت الحجارة ادِّهاقاً، وهو شدةٌ تلازمها، ودخول بعضها في بعض) [[ما بين القوسين نقله عن "تهذيب اللغة" 5/ 394 (دهق)، وهو من قول الليث، وانظر: "لسان العرب" 10/ 106 - 107 (دهق).]]. والمتتابع كالمتداخل. عكرمة في قوله: (وكأساً دهاقاً) قال: هي الصافية [["جامع البيان" 30/ 19، "التفسير الكبير" 31/ 21، "تفسير القرآن العظيم" == 4/ 496، "الدر المنثور" 8/ 399، "روح المعاني" 30/ 18.]]. والدهاق على هذا القول يجوز أن يكون جمع (دَهَقٍ، وهو خشبتان يغمز بها ويعصر) [[نقله عن "تهذيب اللغة" 5/ 394 (دهق)، وهو قول الليث، والعبارة عنه: قال: الدّهق: خشبان يُغْمزُ بهما الساق. وانظر: "لسان العرب" 10/ 106 (دهق).]]. والمراد بـ (الكأس) الخمر. قال الضحاك: كل كأس في القرآن فهو خمر [["التفسير الكبير" 31/ 18.]]، ويكون التقدير: وخمراً ذات دهاق، أي عصرت وصفيت بها فقال:
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب