الباحث القرآني

قوله تعالى: ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ﴾ قال الكلبي: هي العمرة التي تكون في المغرب [["التفسير الكبير" 30/ 109.]]. وقال مقاتل: الشفق الذي يكون بعد غروب الشمس في الأفق قبل الظلمة [[لم أعثر على مصدر لقوله. وورد عند البغوي معزوًا إلى ابن عباس وأكثر المفسرين: "معالم التنزيل" 4/ 464، ومن غير نسبة في: "المحرر الوجيز" 5/ 485. == والذي ورد عنه في تفسيره: 234/ ب: قال: هو العمرة إلى أن تغيب. قلت: وهو معنى ما أورده الواحدي عنه.]]. وقال عكرمة: مَا بقي من النهار [["الكشف والبيان" ج 13: 59/ ب، "النكت والعيون" 6/ 237، "معالم التنزيل" 4/ 464، "زاد المسير" 8/ 212.]]. وقال مجاهد: هو النهار كُلَه [["تفسير مجاهد" 715، "جامع البيان" 30/ 119، "بحر العلوم" 3/ 461، "الكشف والبيان" ج: 13: 59/ ب، "معالم التنزيل" 4/ 464، "المحرر الوجيز" 5/ 458، "زاد المسير" 8/ 212، "التفسير الكبير" 31/ 109، "الجامع لأحكام القرآن" 19/ 274، "تفسير القرآن العظيم" 4/ 522.]]. هذا ما ذكر المفسرون في تفسير الشفق، وأهل اللغة على أن الحمرة من بعد غروب الشمس إلى وقت صلاة العشاء الآخرة [[في (أ): الأخيرة.]]. وهو قول الليث [["تهذيب اللغة" 8/ 332: مادة: (شفق)، قال: الشفق الحمرة التي في المغرب من الشمس.]]، والفراء [[معاني القرآن: 3/ 251، بنحو من قول الليث.]]، والزجاج [["معاني القرآن وإعرابه" 5/ 305، بنحو من قول الفراء.]]، (وعمرو عن أبيه) [["تهذيب اللغة" 8/ 332: مادة: (شفق)، والعبارة له التي نص عليها الإمام الواحدي.]] [[ما بين القوسين ساقط من (أ).]] قالوا: الشفق الحمرة في السماء [[وقد حكي هذا القول: "المراد بالشفق الحمرة التي تبقى في الأفق بعد غروب الشمس"، عن عامة المفسرين من الصحابة والتابعين وأهل اللغة، وعزاه إليهم كل من (أ) لثعلبي في: "الكشف والبيان" ج: 13: 59/ ب، وابن الجوزي في: "زاد == المسير" 8/ 212، والفخر الرازي في: "التفسير الكبير" 13/ 109، والقرطبي في: "الجامع لأحكام القرآن" 19/ 273، والخازن في: "لباب التأويل" 4/ 364. ورجح هذا القول ابن قدامة في: المغنى: 1/ 382، كما عزاه الإمام النووي إلى أكثر أهل العلم، وقال أيضًا: والذي ينبغي أن يعتمد أن المعروف عند العرب أن الشفق الحمرة، وذلك مشهور في شعرهم ونثرهم. المجموع شرح المهذب: 3/ 35، 36، 42 - 43.]]. وأصل موضوع هذه الحرف: لرقة الشيء، ومنه يقَال: شيء شفق لا تماسك له، لرقته؛ ولذلك يقال للرديء من الأشياء [[في (أ): الشيء.]]: شفق، وأشفق عليه إذا رق قلبه عليه، والشفقة رقة القلب [[انظر: مادة: (شفق) في: "تهذيب اللغة" 8/ 332، "مقاييس اللغة" 3/ 197، "الصحاح" 4/ 1501.]]. وأهل اللغة إذا فسروا "الشفق" قالوا: بقية ضوء الشمس وحمرتها، فيذكرون الحمرة كأنهم حققوا أن تلك الرقة من ضوء الشمس، وأن الغالب عليها الحمرة، (وإنما جعل غيبوبة الشفق وقتًا للعشاء الآخرة [[في (أ): الأخيرة.]]، واعتبرت الحمرة فيه دون البياض؛ لأن البياض [[والقول: إن الشفق هو البياض، إذ لا خلاف بين العلماء في دخول وقت العشاء بغيبوبة الشفق. قال به أبو حنيفة، والمزني، وزقر، وإليه ذهب أنس، وأبو هريرة، وبه قال الأوزاعي، وابن المنذر. انظر: "حلية العلماء في معرفة مذاهب العلماء" للقفال: 2/ 8، وانظر: "المغنى" 1/ 382.]] يمتد وقته، ويطول لبثه، والحمرة لما كانت بِقية ضوء الشمس، ثم بعدت [[في (أ): تغرب.]] الشمس عن الأفق ذهبت الحمرة). قال [[أي الفراء.]]: سمعت بعض العرب يقول: عليه ثوب مصبوغ، كأنه الشفق، وكان أحمر، فهذا شاهد للحمرة) [[ما بين القوسين نقله الإمام الواحدي عن "معاني القرآن" للفراء: 3/ 251 بتصرف.]] هذا كلامه. قوله تعالى: ﴿وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ﴾ أي: وما جمع، وضم، وحوى، ولفَّ. قاله مجاهد [["تفسير مجاهد" 715، "جامع البيان" 30/ 120 - 121، "النكت والعيون" 6/ 237، "معالم التنزيل" 4/ 465، "البحر المحيط" 8/ 447.]]، ومسروق [["تفسير القرآن العظيم" 4/ 523.]]، والحسن [["جامع البيان" 30/ 120، "الجامع لأحكام القرآن" 19/ 276، "تفسير القرآن العظيم" 4/ 523، "فتح القدير" 5/ 408.]]، (وأبو صالح [["تفسير القرآن العظيم" 4/ 523.]] [[ساقط من (أ).]])، وأبو العالية [[لم أعثر على مصدر لقوله.]]، (ورواية ابن أبي مليكة عن) [[ما بين القوسين ساقط من (أ).]] ابن عباس قال: ما جمع [["جامع البيان" 30/ 119،"التفسير الكبير" 31/ 110، "الكامل" 3/ 1145.]]. واختيار [[في (ع): اختار.]] الفراء [["معاني القرآن" 3/ 251.]]، والزجاج [["معاني القرآن وإعرابه" 5/ 305.]]، (والمبرد [["الكامل" 3/ 1145.]]) [[ساقط من (أ).]]، وأنشدوا [[البيت للعجاج، كذا جاء في حاشية كتاب "معاني القرآن وإعرابه" 5/ 305، أما "لسان العرب" فقد نسبه إلى طرفة: 10/ 380، ديوان العجاج ملحقات مستقلة: 2/ 307، ولم أجده في ديوان طرفة، وصدره: إنَّ لنا قلائصاً حَقائقِاً]]: مُسْتَوْسِقات لَوْ يَجِدْنَ سائقاً [[ورد البيت في: مادة: (وسق) في: "الصحاح" 4/ 1566، و"لسان العرب" 10/ 380، "مجاز القرآن" 2/ 291، "معاني القرآن وإعرابه" 5/ 305، "الكامل" 3/ 1145، "جامع البيان" 30/ 120، "الكشف والبيان" ج: 13: 60/ أ، "النكت والعيون" 6/ 237، "زاد المسير" 8/ 212، "الجامع لأحكام القرآن" 19/ 375، وهو مما استشهد به ابن عباس في: "الدر المنثور" 8/ 458، "روح المعاني" 30/ 81.]] أي مجتمعات. ومنه الوَسْق في الطعام؛ لأنه مكيلة معلومة [[وقدرها: ستون صاعاً بصاع النبي -ﷺ-، وهي خمسة أرطال وثلث. (وسق): في: "تهذيب اللغة" 9/ 236، "لسان العرب" 10/ 378.]] تجمع قدرًا معلومًا [[انظر: "تهذيب اللغة" 9/ 236: مادة: (وسق).]]، والمعنى: جمع، وضم ما كان منتشرًا بالنهار في تصرفه، وذلك أن الليل إذا أقبل أوى كل شيء إلى مأواه [[ومعنى هذا القول ورد عن ابن عباس، ومجاهد، ومقاتل، وغيرهم، وقال القرطبي: "الجامع لأحكام القرآن" 19/ 274.]]. قال الليث: الوسق: ضمك الشيء بعضه إلى بعض، واستوسقت الإبل إذا اجتمعت، وانضمت، والراعي يسقها: أي يجمعها [[لم أعثر على مصدر لقوله، وقد ورد بمثل قوله من غير عزو في: "لسان العرب" 10/ 380: مادة: (وسق)، "الجامع لأحكام القرآن" 19/ 274 - 275.]]. وقال [[بياض في: ع.]] الكلبي: ﴿وَمَا وَسَقَ﴾ يقول: ما ساق من شيء إلى حيث يأوي [[لم أعثر على مصدر لقوله.]]. والوسق على هذا القول معناه: الطرد، (ومنه يقال للطريدة [[في (أ): للطريد.]] من الإبل والغنم والحمر: وسقة) [[ما بين القوسين نقله عن "تهذيب اللغة" 9/ 234: مادة: (وسق). وانظر: مادة: (وسق) في: "الصحاح" 4/ 1566، "لسان العرب" 10/ 380.]]. روى عطاء عن ابن عبَّاس: ﴿وَمَا وَسَقَ﴾ يريد وما حمل [["الجامع لأحكام القرآن" 19/ 275.]]. والوسق: يكون بمعنى الحمل، وكل شيء حملته فقد وسقته، ومعنى حمل في الليل: يعني ضم وجمع، أي ما أتى عليه الليل، وحمله في ظلمته، وذلك أنه يجلل الأشجار والجبال، والبحار، والأرض كلها، فإذا جللها فقد وسقها [[انظر: مادة: (وسق) في كل من: "مقاييس اللغة" 6/ 109، "الصحاح" 4/ 1566، "لسان العرب" 1/ 379 - 380.]].
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب