الباحث القرآني

﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ﴾ قال ابن عباس: يريد اقتحام العقبة [[لم أعثر على مصدر لقوله.]]. قال أبو علي: لا بد من تقدير هذا المحذوف؛ لأنه لا يخلو [[لا يخلوا: في كلا النسختين.]] من أن تقدّر حذف هذا المضاف، أو لا تقدره، فإن لم [تقدره] [[في كلا النسختين: (تقدر)، والمثبت من مصدر القول، وهو: "الحجة".]]، وتركت الكلام على ظاهره كان المعنى: العقبة: فك رقبة، ولا تكون العقبة الفك؛ لأنه عَيْنٌ، والفك حدث [[في (أ): (حديث).]]، والخبر ينبغي أن يكون المبتدأ في المعنى، وإذا لم يستقم [[لم يستفهم: هكذا ورد في أصل الكلام، وهو "الحجة".]] هذا كَان المضاف مرادًا، فيكون المعني: اقتحام العقبة فكُّ رقبةٍ، أو اطعامُ، أي اقتحامها أحد هذين، أو هذا الضرب من فعل القُرَب، ومثل هذا قوله: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (5) نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ﴾ [الهمزة:5 - 6] أي: الحطمة نار الله [[انتهى كلام أبي علي الفارسي:"الحجة" 6/ 414.]]. ونحو هذا قال الزجاج [["معاني القرآن وإعرابه" 5/ 329 بمعناه.]]. المعني: اقتحام العقبة فك رقبة، أو إطعام، فالمضاف محذوف من الآية الأولى، والمبتدأ محذوف من قوله: ﴿فَكُّ رَقَبَةٍ﴾ علي ما بيَّنَّا وشرحنا. (وفك الرقبة: تخليصها من إسار الرق، وفكُّ الرهن، وفكِاكه: تخليصه من غَلَق الرهن، وكل شيء أطلقته فقد فككته، ومنه فك الكتاب، وهو أن تأخذ السحانة [[لعله يراد بالسحانه: السَّحْن، وهو أن تدلك خشبة بمسحن حتى تلين من غير أن تأخذ من الخشبة شيئًا: "تهذيب اللغة" 4/ 319 (سحن).]] فتلويها حتى ينفك ختامها [[ما بين القوسين نقلًا عن الأزهري من: "تهذيب اللغة" 9/ 459: مادة: (فك) == بنحوه، وانظر: "لسان العرب" 10/ 475 (فك).]]). وقال أهل المعاني: الفك فرق يزيل المنع، كفك القيد والغل، وفك الرقبة، وفرق بينها وبين حَال الرق بإيجاب الحرية، أو إبطال العبودية [[لم أعثر على مصدر لقولهم، غير أني وجدت بمثله من غير عزو في: "التفسير الكبير" 31/ 185.]]. قال الفراء في المصادر: فكها يفكها فكاكًا، بفتح الفاء في المصدر، ولا تقل بكسرها [[لم أعثر على مصدر قوله في معانيه، ولكن ورد في: "التفسير الكبير" 31/ 185.]].
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب