الباحث القرآني

قوله: ﴿بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا﴾. قال الفراء: يقول تحدث أخبارها بوحي الله وإذنه لها [["معاني القرآن" 3/ 283 بنصه.]]. قال ابن عباس: يريد أذن لها لتخبر بما عُمِل عليها [["زاد المسير" 8/ 293 وورد بمئله من غير عزو في: "معالم التنزيل" 4/ 515، و"لباب التأويل" 4/ 401.]]. وقال أبو عبيدة [[ورد قول أبي عبيدة في: "مجاز القرآن" 2/ 306 بتصرف.]]: ﴿أَوْحَى لَهَا﴾ أي أوحى إليها. وأنشد للعجاج: أَوْحَى لها القَرَارُ فاسْتَقَرَّتِ [[قال في أرجوزته: الحمد لله الذي استقلت ... بإذنه السماء واطمأنت بإذنه الأرض وماتعنت ... وحي لها القرار استقرت وشدها بالراسيات الثبت ... رب البلاد والعباد القُنت == وقد وردت في "ديوانه": 266: تح د. عزة حسن، و"لسان العرب"، و"النكت والعيون" 6/ 320، و"الكشف والبيان" 13/ 135 أ، و"زاد المسير" 8/ 93 برواية: "سدها" بدلاً من: "شدها"، و"التفسير الكبير" 32/ 60، و"المحرر الوجيز" 5/ 511، و"البحر المحيط" 8/ 501، و"فتح الباري" 8/ 727، و"الدر المصون" 6/ 555. ومعنى بيت الأرجوزة المذكور: أن أوحى إليها أن استقري فاستقرت. "ديوانه": ص 266.]] قوله تعالى: ﴿يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا﴾ قال المفسرون [[وممن قال بمعنى ذلك: يحيى بن سلام، وابن عباس، والسدي. "النكت والعيون" 6/ 320، و"البحر المحيط " 8/ 501، و"الدر المنثور" 8/ 593 وبه قال الطبري في: "جامع البيان" 30/ 267، والسمرقندي في: "بحر العلوم" 3/ 500، والثعلبي في: "الكشف والبيان" 13/ 135 ب، وانظر: "معالم التنزيل" 4/ 516، و"المحرر الوجيز" 5/ 511، و"زاد المسير" 8/ 293.]]: يرجع الناس عن موقف الحساب بعد العرض متفرقين، أهل الإيمان على حدة وأهل كل دين على حدة، كقوله: ﴿يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ﴾ [[سورة الروم: 14، قال تعالى: ﴿وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ﴾.]]، و ﴿يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ [[بياض في: (ع).]]﴾ [[سورة الروم: 43، قال تعالى: ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ﴾]] قوله: ﴿لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ﴾ قال ابن عباس: ليروا جزاء أعمالهم [[(ليروا جزاء أعمالهم)، بياض في: (ع).]] [["معالم التنزيل" 4/ 516، و"زاد المسير" 8/ 293، و"لباب التأويل" 4/ 401.]]. والمعنى أنهم يرجعون عن الموقف فرقًا ليروا منازلهم في الجنة أو النار [[بياض في: (ع).]]. وقال الكلبي [[لم أعثر على مصدر لقوله، وقد ورد معنى قوله من غير عزو في: "جامع البيان" 30/ 267، و"الكشف والبيان" 13/ 135 ب، و"زاد المسير" 8/ 293.]]، ومقاتل [["تفسير مقاتل" 247 أ.]]: هذا على التقديم بتقدير: تحدث أخبارها بأن ربك أوحى لها ليروا أعمالهم، أي إنما أذن لها في الإخبار عن أعمال بني آدم [[بياض في: (ع).]] ليروا إياها. قال الفراء: واعترَض بينهما: ﴿يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ [[بياض في: (ع).]] أَشْتَاتًا﴾ [["معاني القرآن" 3/ 283 قال: يقول: "تحدث أخبارها" بوحي الله تبارك وتعالى وإذنه لها، ثم قال: ﴿لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ﴾ فهي فيما جاء به التفسير متأخرة، وهذا موضعها اعترض بينهما: ﴿يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا﴾ مقدم معناه التأخير.]] قوله: ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ﴾. قال أبو عبيدة: زنة [[(أبو عبيدة زنة): بياض في: (ع).]] ذرة [["مجاز القرآن"2/ 306 بنصه.]]. وقال الكلبي: وزن نملة أصغر ما يكون من [[(أصغر ما يكون من): بياض في: (ع).]] النمل [["التفسير الكبير" 32/ 61، وورد بمثله من غير عزو في: "معالم التنزيل" 6/ 514.]]. وروى يزيد بن الأصم عن ابن عباس قال: إذا وضعت راحتك على الأرض ثم رفعتها فكل واحد مما لزق به من التراب مثقال ذرة [["التفسير الكبير" 32/ 61.]]، وقال في معنى الآية: ليس من مؤمن ولا كافر عمل خيرًا أو شرًا في الدنيا إلا أراه الله إياه، فأما المؤمن فيغفر له سيئاته ويثيبه بحسناته، وأما الكافر فترد حسناته، ويعذبه بسيئاته [[ورد قوله في: "جامع البيان" 30/ 268، و"الكشف والبيان" 13/ 135 ب، و"معالم التنزيل" 4/ 516، و"التفسير الكبير" 32/ 61، و"لباب التأويل" 4/ 401، و"الدر المنثور" 8/ 595 وعزاه إلى ابن المنذر، والبيهقي في: "البعث".]]. قال مقاتل: يعني: فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره في القيامة في كتابه، فيفرح [[في (أ): (مفرح).]] به، وكذلك من الشر في كتابه فيسوؤه ذلك [["تفسير مقاتل" 247 أ - ب، و"فتح القدير" 5/ 479.]]. قال: وكان أحدهم يستقل أن يعطي اليسير، ويقول: إنما نؤجر على مَا يعطى، ونحن نحبه، وليس اليسير مما نحب، ويتهاون بالذنب اليسير، ويقول: إنما وعد الله النار على الكبائر، فأنزل الله هذه الآية يرغبهم [[في (أ): (ترغيبهم).]] في القليل من الخير، ويحذرهم اليسير من الشر [[ورد معنى قوله في "تفسير مقاتل" 247 ب، و"الكشف والبيان" 13/ 136 أ، و"النكت والعيون" 6/ 321، و"معالم التنزيل" 4/ 516، و"زاد المسير" 8/ 293، و"فتح القدير" 5/ 480، و"أسباب النزول" تح أيمن صالح: ص 398، كما وردت رواية بمثله عن سعيد بن جبير: "تفسير القرآن العظيم" 4/ 578، ووردت أيضًا من غير عزو في: "لباب التأويل" 4/ 401.]]. وقال محمد بن كعب: فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره في الدنيا، وهو الكافر يرى ثواب ذلك في الدنيا في نفسه وأهله وماله حتى يلقى الآخرة وليس له فيها خير، ومن يعمل مثقال ذرة من شر يره، وهو المؤمن يرى عقوبة ذلك في الدنيا في نفسه وأهله وماله حتى يلقى الآخرة وليس له فيها شر [["تفسير عبد الرزاق" 2/ 288، و"جامع البيان" 30/ 268، و"بحر العلوم" 3/ 501، و"معالم التنزيل" 4/ 516، و"التفسير الكبير" 32/ 61 مختصرًا، و"لباب التأويل" == 4/ 401، و"الدر المنثور" 8/ 595 وعزاه إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، و"فتح القدير" 5/ 480.]]. (ونحو هذا قال ابن عباس في رواية عطاء [["التفسير الكبير" 32/ 61.]]) [[ما بين القوسين ساقط من (أ).]]. ويدل على صحة هذا التأويل ما روى أن النبي -ﷺ- قال لأبي بكر -رضي الله عنه- في هذه الآية: يا أبا بكر ما رأيت في الدنيا مما تكره فبمثاقيل ذرة الشر، ويدخر الله لك مثاقيل الخير حتى توفاها يوم القيامة [[وردت هذه الرواية في: "جامع البيان" 30/ 268، و"الكشف والبيان" 13/ 136 أ، و"التفسير الكبير" 32/ 61، و"تفسير القرآن العظيم" 4/ 577 بطرق مختلفة، و"الدر المنثور" 8/ 594 بطرق مختلفة وعزاه إلى ابن أبي حاتم، والطبراني في الأوسط، والحاكم في تاريخه، وابن مردويه، والبيهقي في شعب الإيمان. "فتح القدير" 5/ 480 بالطرق التي وردت في الدر، وأقربها لفظًا رواية أبي قلابة عن أنس.]]. وقال أهل المعَاني: يُري جزاؤه، ألا ترى أن ما [[في (أ): (مما).]] عمله قد سلف لا يجوز له أن يراه، وهذا في حذف المضاف، كقوله: ﴿تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ﴾ [الشورى: 22]. فالمعنى على أن "جزاؤه" واقع بهم، لا ما كسبوا من أفعالهم التي قد مضت [[بياض في: (ع).]] [[قول أهل المعاني لم أعثر له على مصدره.]].
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب