الباحث القرآني

﴿ءَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ ٱلسَّمَآءُ﴾ هذا توقيف قصد به الاستدلال على البعث فإن الذي خلق السماء قادر على خلق الأجساد بعد فنائها ﴿رَفَعَ سَمْكَهَا﴾ السمك: غلظ السماء وهو الارتفاع الذي بين سطح السماء الأسفل الذي يلينا وسطحها الأعلى الذي يلي ما فوقها. ومعنى رفعه أنه جعله مسيرة خمسمائة عام، وقيل: السَّمْك السقف ﴿فَسَوَّاهَا﴾ أي أتقن خلقتها وقيل: جعلها مستوية ليس فيها مرتفع ولا منخفض ﴿وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا﴾ أي جعله مظلماً يقال: غطش الليل إذا أظلم. وأغطشه الله ﴿وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا﴾ أي أظهر ضوء الشمس في وقت الضحى، وأضاف الضحى والليل إلى السماء من حيث أنهما ظاهران منها وفيها ﴿وَٱلأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا﴾ أي بسطها، واستدل بها من قال: إن الأرض بسيطة غير كروية وقد ذكرنا في فصلت [١١] الجمع بين هذا وبين قوله ﴿ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ إِلَى ٱلسَّمَآءِ﴾ ﴿أَخْرَجَ مِنْهَا مَآءَهَا وَمَرْعَاهَا﴾ نسب الماء والمرعى إلى الأرض، لأنهما يخرجان منها فإن قيل: لم قال أخرج بغير حرف العطف؟ فالجواب: أن هذه الجملة في موضع الحال وتفسير لما قبلها قاله الزمخشري ﴿وَٱلْجِبَالَ أَرْسَاهَا﴾ أي أثبتها، ونصب الجبال بفعل مضمر يدل عليه الظاهر وكذلك الأرض ﴿مَتَاعاً لَّكُمْ﴾ تقديره: فعل ذلك كله تمتيعاً لكم منه ﴿وَلأَنْعَامِكُمْ﴾ لأن بني آدم والأنعام ينتفعون بما ذكر.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب