الباحث القرآني

﴿ٱقْرَأْ بِٱسْمِ رَبِّكَ﴾ فيه وجهان: أحدهما: أن معناه اقرأ القرآن مفتتحاً باسم ربك، أو متبركاً باسم ربك، وموضع باسم ربك نصب على الحال ولذا كان تقديره: مفتتحاً، فيحتمل أن يريد ابتدأ القراءة بقول: بسم الله الرحمٰن الرحيم أو يريد الابتداء باسم الله مطلقاً، والوجه الثاني أن معناه اقرأ هذا اللفظ وهو باسم ربك الذي خلق فيكون باسم ربك مفعولاً وهو المقروء ﴿ٱلَّذِي خَلَقَ﴾ حذف المفعول لقصد العموم كأنه قال: الذي خلق كل شيء، ثم خصص خلقة الإنسان لما فيه من العجائب والعبر، ويحتمل أنه أراد الذي خلق الإنسان كما قال: ﴿ٱلرَّحْمَـٰنُ * عَلَّمَ ٱلْقُرْآنَ * خَلَقَ ٱلإِنسَانَ﴾ [الرحمٰن: ١ـ٣] ثم فسره بقوله ﴿خَلَقَ ٱلإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ﴾ والعلق جمع علقة، وهي النطفة من الدم والمراد بالإنسان هنا جنس بني آدم، ولذلك جمع العلق لما أراد الجماعة بخلاف قوله: ﴿فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ﴾ [الحج: ٥] لأنه أراد كل واحد على حدته، ولم يدخل آدم في الإنسان هنا لأنه لم يخلق من علقة وإنما خلق من طين ﴿ٱقْرَأْ وَرَبُّكَ ٱلأَكْرَمُ﴾ كرر الأمر بالقراءة تأكيداً والواو للحال والمقصود تأنيس النبي ﷺ كأنه يقول: أفعل ما أمرت به فإن ربك كريم. وصيغة أفعل للمبالغة ﴿ٱلَّذِى عَلَّمَ بِٱلْقَلَمِ﴾ هذا تفسير للأكرم فدل على أن نعمة التعليم أكبر نعمة، وخص من التعليمات الكتابة بالقلم لما فيها من تخليد العلوم ومصالح الدين والدنيا، وقرأ ابن الزبير: علم الخط بالقلم ﴿عَلَّمَ ٱلإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾ يحتمل أن يريد بهذا التعليم لكل شيء على الاطلاق، وقيل: لأن الإنسان هنا سيدنا محمد ﷺ، والأظهر أنه جنس الإنسان على العموم.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب