الباحث القرآني

﴿يَسْتَحْيِي﴾: الاستحياء: افتعال من الحياء وهو تغيّر وانكسار يعتري الإنسان من خوف ما يعاب به ويذم، ومحلّه الوجه ومنبعه من القلب. واشتقاقه من الحياة، وضده القحة. والحياء والاستحياء والانخزال والانقماع والانقلاع متقاربة المعنى. وقيل: الاستحياء: الامتناع والارتداع. ﴿يَضْرِبَ مَثَلًا﴾: أن يذكر شبها. وقيل معنى يضرب: يبيّن، وقيل معناه يضع من ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ [[سورة البقرة، الآية 61، وآل عمران، الآية 112. ووضع المصنف بعد الآية في الأصل الرمز «زه» ، ولم أهتد للنص في النزهة.]] فيتعدّى إلى واحد. وقيل: معناه يجعل ويصير فيتعدّى إلى مفعولين. ﴿بَعُوضَةً﴾: هي واحد البعوض، وهي طائر صغير جدّا معروف، وهو في الأصل صفة على فعول فغلبت، أو اشتقاقه من البعض بمعنى القطع. ﴿فَما فَوْقَها﴾: [7/ أ] قيل: في الكبر، وقيل: في الصغر. وقال ابن قتيبة [[هو عبد الله بن مسلم بن قتيبة، كان من علماء اللغة والنحو والحديث والأخبار، سكن بغداد وولي قضاء دينور. من مؤلفاته: تفسير غريب القرآن، وجامع النحو، والمعارف، وطبقات الشعراء، والخيل. (مقدمة السيد صقر لكتاب تأويل مشكل القرآن، ومقدمة د. ثروت عكاشة لكتاب المعارف، وانظر: بغية الوعاة 2/ 67، ومعجم المؤلفين 6/ 150، وما ذكره من مراجع) .]] : فوق من الأضداد يطلق على الأكثر والأقل. ﴿الْحَقُّ﴾: الثابت الذي لا يسوغ إنكاره. والباطل مقابله وهو المضمحلّ الزائل. ﴿أَرادَ﴾: الإرادة نقيضة الكراهة، مصدر أردت الشيء: طلبته. وقيل: الإرادة: المشيئة. والمشهور ترادفهما، فهي صفة مخصّصة لأحد طرفي الممكن بما هو جائز عليه من وجود أو عدم أو هيئة دون هيئة أو حالة دون حالة أو زمان دون زمان، وجمع ما يمكن أن يتصف به الممكن بدلا من خلافه أو ضدّه أو نقيضه أو مثله، غير أنها في الشاهد لا يجب لها حصول مرادها، وفي حق الله- تعالي- يجب لها ذلك لأنها في الشاهد عرض مخلوق مصرّف بالقدرة الإلهية، والمشيئة الربّانية هي مرادها. وفي حق الله- تعالى- معنى ليس بعرض واجب الوجود متعلّقة لذاتها أزليّة أبديّة واجبة النّفوذ بما تعلّقت به. ﴿كَثِيراً﴾: هو ضد القليل. ﴿الْفاسِقِينَ﴾: الخارجين عن أمر الله عز وجل، وقوله: فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ [[سورة الكهف، الآية 50.]] أي خرج عنه. وكلّ خارج عن أمر الله فهو فاسق. فأعظم الفسق: الشّرك بالله، ثم ما أدّى إلى معاصيه [[الذي في مطبوع النزهة 150 وطلعت 50/ أو منصور 30/ أ: «ثم أدنى معاصيه» .]] ، وحكي عن العرب: فسقت الرّطبة، إذا خرجت من قشرها (زه) . وقيل: الفاسق شرعا: الخارج عن الحقّ، وجاء في مضارعه الضّمّ والكسر، قال ابن الأعرابيّ [[هو أبو عبد الله محمد بن زياد المعروف بابن الأعرابي: نحويّ عالم باللغة والشعر، سمع من المفضل الضّبيّ دواوين الشعراء وصححها عليه. من مؤلفاته: النوادر، والخيل. (مقدمة تهذيب اللغة للأزهري 20، وبغية الوعاة 1/ 105، 106) .]] : «لم يسمع قطّ في كلام الجاهلية ولا في شعرهم فاسق، قال: وهذا عجيب وهو كلام عربيّ» [[نص ابن الأعرابي في الصحاح واللسان مادة (فسق) ، وفيهما «عجب» بدل «عجيب» .]] . قلت: قال القرطبي: قد ذكر ابن الأنباريّ [[هو أبو بكر محمد بن القاسم بن محمد بن بشار الأنباري، ولد ببغداد سنة 271 هـ، وأخذ عن أبيه وثعلب. برع في اللغة والنحو والأدب والتفسير. من مؤلفاته: الأضداد، والزاهر في معاني الكلمات التي يستعملها الناس في صلاتهم ودعاتهم وتسبيحهم، والسبع الطوال، وشرح المفضليات، والمذكر والمؤنث. (مقدمة محقق الأضداد لابن الأنباري للأستاذ محمد أبو الفضل، وانظر: تاريخ الإسلام للذهبي 9/ 345، 346، ومعجم الأدباء 19/ 306- 313، وإنباه الرواة 3/ 201- 208) .]] في «الزاهر» لما تكلّم على معنى الفسق قول الشاعر: يهوين في نجد وغورا غائرا ... فواسقا عن قصدهم جوائرا [[الجامع لأحكام القرآن 1/ 245 برواية: يذهبن في نجد وغورا غائرا ... فواسقا عن قصدهم جوائرا والمشطوران في العباب والتاج (فسق) ، وعزيا في الأساس (فسق) إلى رؤبة وهما في ديوانه (الزيادات) 19.]]
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب