﴿ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب﴾ يعني: اليهود والنَّصارى ﴿بكلِّ آية﴾ (دلالةٍ ومعجزةٍ) ﴿ما تبعوا قبلتك﴾ لأنَّهم مُعاندون جاحدون نبوَّتك مع العلم بها ﴿وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ﴾ حسمَ بهذا أطماع اليهود في رجوع النبي ﷺ إلى قبلتهم لأنَّهم كانوا يطمعون في ذلك ﴿وما بعضهم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ﴾ أخبر أنَّهم - وإنِ اتَّفقوا في التَّظاهر على النَّبيِّ ﷺ - مُختلفون فيما بينهم فلا اليهود تتبع قِبلة النَّصارى ولا النَّصارى تتبع قِبلة اليهود ﴿وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ﴾ أَيْ: صلَّيت إلى قِبلتهم ﴿بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ﴾ أنَّ قِبلة الله الكعبة ﴿إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ﴾ أيْ: إِنَّك إذاً مثلهم والخطاب للنبي ﷺ فِي الظَّاهر وهو فِي المعنى لأُمَّته
{"ayah":"وَلَىِٕنۡ أَتَیۡتَ ٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡكِتَـٰبَ بِكُلِّ ءَایَةࣲ مَّا تَبِعُوا۟ قِبۡلَتَكَۚ وَمَاۤ أَنتَ بِتَابِعࣲ قِبۡلَتَهُمۡۚ وَمَا بَعۡضُهُم بِتَابِعࣲ قِبۡلَةَ بَعۡضࣲۚ وَلَىِٕنِ ٱتَّبَعۡتَ أَهۡوَاۤءَهُم مِّنۢ بَعۡدِ مَا جَاۤءَكَ مِنَ ٱلۡعِلۡمِ إِنَّكَ إِذࣰا لَّمِنَ ٱلظَّـٰلِمِینَ"}