وَقوله: ﴿لِنَعْلَمَ أَيُّ الحِزْبَيْنِ أَحْصَىٰ﴾ رفعت أيَّا بأحصى لأن العِلْم ليس بواقع على أىّ؛ إنما هو: لتعلم بالنظر وَالمسألة وَهو كقولك اذهب فاعلم لى أَيُّهم قام، أفَلاَ ترى أنك إنما توقع العِلم على مَن تستخبِره. وَيُبيّن ذلك أنك تقول: سَلْ عبدَالله أَيُّهم قامَ فلو حَذفت عبدالله لكنت له مرِيداً، وَلمثله من المُخْبِرين.
وَقوله: ﴿أَيُّ الحِزْبَيْنِ﴾ فيقال: إِنَّ طائفتين من المسليمن فى دهر أصحاب الكهف اختلفوا فى عَدَدهم. وَيقال: اختلف الكفَّار وَالمسلمون. وَأما (أَحْصَىٰ) فيقال: أصوب: أى أيّهم قال بالصواب.
وقوله: ﴿أَمَداً﴾ الأمد يكون نصبه على جهتين إن شئت جعلته خرج من ﴿أَحْصَىٰ﴾ مفسِّراً، كما تقول: أىّ الحزبين أصوب قولاً وإن شئت أوقعت عليه اللُّبَاث: لِلُباثهم أمَداً.
{"ayah":"ثُمَّ بَعَثۡنَـٰهُمۡ لِنَعۡلَمَ أَیُّ ٱلۡحِزۡبَیۡنِ أَحۡصَىٰ لِمَا لَبِثُوۤا۟ أَمَدࣰا"}