قوله: ﴿سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا﴾ تَرفع السُّورَة بإضمار هذه سُورة أنزلناها. ولا ترفعْها براجعِ ذكرِها لأنّ النكرات لا يُبتدأ بهَ قبل أخبارها، إلا أن يكون ذلك جَوَاباً؛ ألا ترى أنك لا تقول: رجل قام، إنما الكلام أن تقول: قام رجل. وقَبُح تقديم النكرة قبل خبرهَا أنّها توصل ثم يخبر عَنْها بخبر سوى الصلة. فيقال: رجل يقومُ أعجبُ إلىّ من رَجلٍ لا يقوم: فقبح إذ كنت كالمنتظر للخبر بعد الصلة. 126 ا وحسن فى الجواب؛ لأنَّ القائلَ يقول: من فى الدار؟ فتقول: رَجُل (وإن قلت) رَجُلٌ فيها) فَلاَ بأسَ؛ لأنه كالمرفوع بالرَدّ لا بالصفة.
ولو نصبت السُّورة عَلى قولك: أنزلناهَا سورةً وفرضناهَا كما تقول: مُجرَّداً ضربته كان وجهاً. ومَا رأيت أحدا قرأ به.
ومن قال (فَرَضْنَاهَا) يقول: أنزلنا فيها فرائضِ مختلِفة. وإن شاء: فرضناها عليكم وعلى من بعدكم إلى يوم القيامة. والتشديد لِهذين الوجهين حَسَن.
{"ayah":"سُورَةٌ أَنزَلۡنَـٰهَا وَفَرَضۡنَـٰهَا وَأَنزَلۡنَا فِیهَاۤ ءَایَـٰتِۭ بَیِّنَـٰتࣲ لَّعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ"}