وقوله: ﴿أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَماً آمِناً﴾ قالت قريش: يا محمد يا يمنعنا أن نؤمن بك ونصدّقك إلاّ أن العرب على دِيننا، فنخاف أن نُصطَلم إذا آمنّا بك. فأنزل الله ﴿أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ﴾ نسكنهم ﴿حَرَماً آمِناً﴾ لا يَخاف مَن دخله أن يقام عليه حَدّ ولا قصَاص فكيف يخافون أن تستحِلّ العَرب قتالهم فيه.
وقوله: ﴿يُجْبَىٰ إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ﴾ و ﴿تُجْبَى﴾ ذُكِّرت يُجْبى، وإن كانت الثمرات مؤنثة لأنك فرقت بينهما بإليه، كما قال الشاعر: 140 ب إنّ امرءًا غَرَّه منكُنَّ واحدُةٌ * بعدى وَبعدك فى الدنيا لمغرور وقال آخر:
لقد ولدَ الأُخيطلَ أُمُّ سَوْء * على قِمَع اسْتِها صُلُب وشَامُ
{"ayah":"وَقَالُوۤا۟ إِن نَّتَّبِعِ ٱلۡهُدَىٰ مَعَكَ نُتَخَطَّفۡ مِنۡ أَرۡضِنَاۤۚ أَوَلَمۡ نُمَكِّن لَّهُمۡ حَرَمًا ءَامِنࣰا یُجۡبَىٰۤ إِلَیۡهِ ثَمَرَ ٰتُ كُلِّ شَیۡءࣲ رِّزۡقࣰا مِّن لَّدُنَّا وَلَـٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا یَعۡلَمُونَ"}