الباحث القرآني

وقوله: ﴿أَن تَقُولَ نَفْسٌ يٰحَسْرَتَا﴾ أى افعَلو وأنيبُوا وافعَلوا ﴿أَن تَقُولَ نَفْسٌ﴾ ألاّ يقول أحدكم غداً ﴿يٰحَسْرَتَا﴾ ومثله قوله: ﴿وَأَلْقَى فِى الأَرْضِ رَوَاسِىَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ﴾ أى لا تميد. وقوله: ﴿يٰحَسْرَتَا﴾: يا ويلتا مضاف إلى المتكلّم يحوّل العرب اليَاء إلا الألف فى كلّ كلام كان مَعْناه الاسْتغَاثة، يخرج عَلى لفظ الدعاء. وربّما قيل: يا حَسْرَتِ كما قَالوا: يا لهَفِ على فلانٍ، ويا لهفَا عَلَيْهِ قَال: أنشدنى أبو ثَرْوان العُكْلىُّ. تزورونها أَو لا أزور نِسَاءكم * ألهَفِ لأولاد الإماء الحواطب فخفضَ كما يُخفض المنادَى إذا أضافه المتكلّم إلى نفسه. وربّما أدخلت العرب الهاء بعدََ الألفِ التى فى ﴿حسرتَا﴾ فيخفضونها مَرة، ويرفعُونها. قَالَ: أنشدنى أبو فَقْعَس، بعضُ بنى أسد: يا ربِّ ياربّاهِ إيّاك أسَلْ * عَفراء يا ربّاهِ من قبل الأَجل فخفض، قال: وأنشدنى أبُو فَقْعَسٍ: يا مرحباهِ بحمار ناهِيْـه * إِذَا أتى قرّبته للسَّانية والخفض أكثر فى كلام العرب، ألاّ فى قولهم: ياهنَاه ويا هَنْتَاه، فالرفع فى هذا أَكثر من الخفض؛ لأنه كَثُر فى الكلام فكأنه حَرف واحِدٌ مدعوّ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب