وقوله: ﴿أَن تَقُولَ نَفْسٌ يٰحَسْرَتَا﴾ أى افعَلو وأنيبُوا وافعَلوا ﴿أَن تَقُولَ نَفْسٌ﴾ ألاّ يقول أحدكم غداً ﴿يٰحَسْرَتَا﴾ ومثله قوله: ﴿وَأَلْقَى فِى الأَرْضِ رَوَاسِىَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ﴾ أى لا تميد.
وقوله: ﴿يٰحَسْرَتَا﴾: يا ويلتا مضاف إلى المتكلّم يحوّل العرب اليَاء إلا الألف فى كلّ كلام كان مَعْناه الاسْتغَاثة، يخرج عَلى لفظ الدعاء. وربّما قيل: يا حَسْرَتِ كما قَالوا: يا لهَفِ على فلانٍ، ويا لهفَا عَلَيْهِ قَال: أنشدنى أبو ثَرْوان العُكْلىُّ.
تزورونها أَو لا أزور نِسَاءكم * ألهَفِ لأولاد الإماء الحواطب فخفضَ كما يُخفض المنادَى إذا أضافه المتكلّم إلى نفسه.
وربّما أدخلت العرب الهاء بعدََ الألفِ التى فى ﴿حسرتَا﴾ فيخفضونها مَرة، ويرفعُونها. قَالَ: أنشدنى أبو فَقْعَس، بعضُ بنى أسد: يا ربِّ ياربّاهِ إيّاك أسَلْ * عَفراء يا ربّاهِ من قبل الأَجل فخفض، قال: وأنشدنى أبُو فَقْعَسٍ: يا مرحباهِ بحمار ناهِيْـه * إِذَا أتى قرّبته للسَّانية
والخفض أكثر فى كلام العرب، ألاّ فى قولهم: ياهنَاه ويا هَنْتَاه، فالرفع فى هذا أَكثر من الخفض؛ لأنه كَثُر فى الكلام فكأنه حَرف واحِدٌ مدعوّ.
{"ayah":"أَن تَقُولَ نَفۡسࣱ یَـٰحَسۡرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِی جَنۢبِ ٱللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ ٱلسَّـٰخِرِینَ"}