وقوله: ﴿وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ﴾ وهو جمع. والعرب تقول: [قوم] فرادى وفرادُ يا هذا فلا يجُرونها، شبهت بثُلاَث ورُبَاع. وفرادى واحدها فَرْد، وفرِد، وفريد، وفراد للجمع، ولا يجوز فرد فى هذا المعنى. وأنشدنى بعضهم: ترى النُعَراتِ الزُرْق تحت لَبَانه * فُرَادَ ومثنى أصعقتها صواهِله
وقوله: ﴿لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ﴾ قرأ حمزة ومجاهد (بينُكُمْ) يريد وصلكم. وفى قراءة عبدالله (لقد تقطع ما بينَكم) وهو وجه الكلام. إذا جعل الفعل لبين ترك نصبا؛ كما قالوا: أتانى دونك من الرجال فترك نصبا وهو فى موضع رفع؛ لأنه صفة. وإذا قالوا: هذا دون من الرجال رفعوه فى موضع الرفع. وكذلك تقول: بين الرجلين بين بعيد، وبون بعيد؛ إذا أفردته أجريته فى العربية وأعطيته الإعراب.
{"ayah":"وَلَقَدۡ جِئۡتُمُونَا فُرَ ٰدَىٰ كَمَا خَلَقۡنَـٰكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةࣲ وَتَرَكۡتُم مَّا خَوَّلۡنَـٰكُمۡ وَرَاۤءَ ظُهُورِكُمۡۖ وَمَا نَرَىٰ مَعَكُمۡ شُفَعَاۤءَكُمُ ٱلَّذِینَ زَعَمۡتُمۡ أَنَّهُمۡ فِیكُمۡ شُرَكَـٰۤؤُا۟ۚ لَقَد تَّقَطَّعَ بَیۡنَكُمۡ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمۡ تَزۡعُمُونَ"}