وقوله عز وجل: ﴿وَمِزَاجُهُ﴾.
مزاج الرحيق ﴿مِن تَسْنِيمٍ﴾ من ماء يتنزل عليهم من مَعالٍ. فقال: ﴿من تسنيم، عيناً﴾ تتسنمهم عينا فتنصب (عينا) على جهتين: إحداهما أن تنوِىَ من تسنيمِ عينٍ، فإذا نونت نصبت.
كما قرأ من قرأ ﴿أَوْ إِطْعَامٌ فِى يَوْمٍ ذِى مَسْغَبَةٍ، يتيماً﴾، وكما قال: ﴿أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ كِفَاتاً، أَحْيَاءً وَأَمْوَاتاً﴾، وكما قال من قال: ﴿فَجَزَاءٌ مِثْلَ ما قَتلَ مِنَ النِّعمِ﴾ والوجه الآخر: أَن تَنْوِىَ من ماء سُنِّم عينا.
كقولك رفع عينا يشرب بها، وإن [لم] يكن التسنيم اسماً للماء فالعين نكرة، والتسنيم معرفة، وإن كان اسماء للماء فالعين معرفة، فخرجت أيضا نصبا.
{"ayah":"وَمِزَاجُهُۥ مِن تَسۡنِیمٍ"}