الباحث القرآني

(سلام) على معنى لهم سلام: وقيل: إن سلام هو خبر (ما) أي: مسلم خالص أو ذو سلامة، وقال الزجاج: سلام بدل من (ما) أي: ولهم أن يسلم الله عليهم وهذا مُنى أهل الجنة، والأولى أن يحمل قوله: (ولهم ما يدعون) على العموم وهذا السلام يدخل تحته دخولاً أولياً، ولا وجه لقصره على نوع خاص، وإن كان أشرف أنواعه تحقيقاً لمعنى العموم، ورعاية لما يقتضيه النظم القرآني. وقيل: إن سلام مبتدأ وخبره الناصب لـ (قولاً) أي سلام يقال لهم (قولاً) وقيل: التقدير سلام عليكم، وقرىء سلاماً على المصدرية أو على الحالية بمعنى خالصاً، والسلام إما من التحية أو من السلامة، وقرىء: يسلم كأنه قال: يسلم لهم لا يتنازعون فيه وانتصاب (قولاً) على أنه مصدر لفعل محذوف أي قال الله لهم ذلك قولاً أو يقوله لهم قولاً. (من رب رحيم) أي من جهته قيل: يرسل الله سبحانه إليهم بالسلام وقال مقاتل: إن الملائكة تدخل على أهل الجنة من كل باب يقولون: سلام عليكم يا أهل الجنة من رب رحيم. وأخرج ابن ماجة وابن أبي الدنيا في صفة الجنة، والبزار وابن أبي حاتم والآجري في الرؤية، وابن مردويه عن جابر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " بينا أهل الجنة في نعيمهم إذ سطع لهم نور فرفعوا رؤوسهم فإذا الرب قد أشرف عليهم من فوقهم فقال: السلام عليكم يا أهل الجنة، وذلك قول الله (سلام قولاً من رب رحيم) قال فينظر إليهم وينظرون إليه فلا يلتفتون إلى شيء من النعيم ما داموا ينظرون إليه حتى يحتجب عنهم، ويبقى نوره وبركته عليهم في ديارهم ". قال ابن كثير في إسناده نظر. وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في الآية قال: إن الله هو يسلم عليهم.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب