الباحث القرآني

سورة عمّ كذا في الخازن والخطيب، وتسمى سورة التساؤل وسورة النبأ، وهي أربعون آية وقيل إحدى وأربعون آية وهي مكيّة عند الجميع، وقال ابن عباس نزلت بمكة، وعن ابن الزبير ومثله. بسم الله الرحمن الرحيم عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3) كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (5) أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7) (عم يتساءلون) أصله عن ما فأدغمت النون في الميم لأن الميم تشاركها في الغنة، كذا قال الزجاج، وحذفت الألف ليتميز الخبر عن الاستفهام، وكذلك فيم وبم، ونحو ذلك، والمعنى عن أي شيء يسأل بعضهم بعضاً. قرأ الجمهور: عمَّ بحذف الألف لما ذكرنا، وقرىء بإثباتها، ولكنه قليل لا يجوز إلا للضرورة، وقرىء بهاء السكت عوضاً عن الألف، قال الزجاج: اللفظ لفظ الاستفهام والمعنى تفخيم القصة، كما تقول أي شيء تريد، إذا عظمت شأنه. قال الشهاب: وهذا الاستفهام لا يمكن حمله على حقيقته لأن المطلوب به لا بد أن يكون مجهولاً عند الطالب، فلذا جعل مجازاً عن الفخامة، لأنه ورد على طريق مخاطبات العرب فالاستفهام بالنسبة إلى الناس. وقال في النهر: هذا الاستفهام فيه تفخيم وتهويل وتقرير وتعجيب. قال الواحدي قال المفسرون: " لما بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسم وأخبرهم بتوحيد الله والبعث بعد الموت وتلا عليهم القرآن، جعلوا يتساءلون بينهم، يقولون ماذا جاء به محمد، وما الذي أتى به؟ فأنزل الله عم يتساءلون " [[روى ابن جرير الطبري سبب النزول هذا عن الحسن 30/ 1 وأورده السيوطي في " الدر " 6/ 305 وزاد نسبته لعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن الحسن.]] قال الفراء التساؤل هو أن يسأل بعضهم بعضاً كالتقابل، وقد يستعمل أيضاًً في أن يتحدثوا به وإن لم يكن بينهم سؤال. قال تعالى: (وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون) وهذا يدل على أنه التحدث. ومناسبتها لما قبلها ظاهرة لما ذكر في قوله: (فبأي حديث بعده) أي بعد هذا الحديث وهو القرآن وكانوا يتجادلون فيه ويتساءلون عنه فقال: (عمَّ يتساءلون). ثم ذكر سبحانه تساؤلهم عما ذا وبينه فقال:
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب