الباحث القرآني

(ولسوف يعطيك ربك فترضى) قيل هي لام الابتداء دخلت على الخبر لتأكيد مضمون الجملة والمبتدأ محذوف تقديره ولأنت سوف يعطيك، وليست للقسم لأنها لا تدخل على المضارع إلا مع النون المؤكدة، وقيل هي للقسم، قال أبو علي الفارسي ليست هذه اللام هي التي في قولك إن زيداً لقائم بل هي التي في قولك لأقومن، ونابت سوف عن إحدى نوني التأكيد فكأنه قال ولنعطيك أي أن العطاء كائن لا محالة وإن تأخر لما في التأخير من المصلحة. قيل والمعنى ولسوف يعطيك ربك الفتح في الدنيا والثواب في الآخرة فترضى، وقال البيضاوي هذا وعد شامل لما أعطاه له من كمال النفس وظهور الأمر وإعلاء الدين، ولما ادخر له مما لا يعرف كنهه سواه، وقيل الحوض والشفاعة في الأمة، وقيل ألف قصر من لؤلؤ أبيض ترابه المسك، وبه قال ابن عباس وزاد في كل قصر ما ينبغي له من الأزواج والخدم وعنه قال رضاه أن يدخل أمته كلهم الجنة. وأخرج ابن جرير عنه قال من رضا محمد صلى الله عليه وآله وسلم أن لا يدخل أحد من أهل بيته النار. وأخرج الخطيب في التلخيص من وجه آخر عنه قال لا يرضى محمد صلى الله عليه وآله وسلم وواحد من أمته في النار [[أي من أمته الذين ساروا على نهجه عقيدة وعبادة لا أولئك الذين اكتفوا من الدين بالأسماء.]]. ويدل على هذا ما أخرجه مسلم عن ابن عمرو " أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم تلا قول الله في إبراهيم (فمن تبعني فإنه مني) وقول عيسى (إن تعذبهم فإنهم عبادك) الآية فرفع يديه وقال اللهم أمتي أمتي وبكى، فقال الله يا جبريل إذهب إلى محمد صلى الله عليه وآله وسلم فقل له إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك ". وأخرج ابن المنذر وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية من طريق حرب بن شريح قال قلت لأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين " أرأيت هذه الشفاعة التي يتحدث بها أهل العراق أحق هي؟ قال أي والله حدثني محمد بن الحنفية عن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أشفع لأمتي حتى يناديني ربي أرضيت يا محمد فأقول نعم يا رب رضيت " ثم أقبل علي فقال إنكم تقولون يا معشر أهل العراق إن أرجى آية في كتاب الله (يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا) قلت إنا لنقول ذلك، قال فكنا أهل البيت نقول إن أرجى آية في كتاب الله (ولسوف يعطيك ربك فترضى) وهي الشفاعة ". وعن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " إنَّا أهل البيت اختارَ الله لنا الآخرةَ على الدنيا ولسوف يعطيك ربك فترضى " أخرجه ابن أبي شيبة. وعن جابر بن عبد الله قال " دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على فاطمة وهي تطحن بالرحى وعليها كساء من جلد الإبل، فلما نظر إليها قال يا فاطمة تعجلي مرارة الدنيا بنعيم الآخرة فأنزل الله (ولسوف يعطيك ربك فترضى) أخرجه العسكري في المواعظ وابن مردويه وابن النجار. قيل في الآية غير ذلك، والظاهر أنه سبحانه يعطيه ما يرضى به من خيري الدنيا والآخرة، ومن أهم ذلك عنده وأقدمه قبول شفاعته لأمته. أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11)
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب