الباحث القرآني

﴿وإذا أذَقْنا النّاسَ رَحْمَةً﴾ كالرخاء والصحة، ﴿مِن بَعْدِ ضَرّاءَ مسَّتْهُمْ﴾، كالجدب والمرض، ﴿إذا لَهم مَكْرٌ في آياتِنا﴾ يحتالون في طعنها وتكذيبها وإذا للمفاجأة جواب لـ إذا الشرطية، ﴿قُلِ اللهُ أسْرَعُ مَكْرًا﴾ منكم بأن يدبر العقاب قيل إن تدبروا المكر والمكر من الله استدراج أو جزاء على المكر، ﴿إنَّ رُسُلَنا﴾ أي: الحفظة من الملائكة، ﴿يَكْتُبُونَ ما تَمْكُرُونَ﴾ للمجازاة، ﴿هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ﴾ يمكنكم من السير ويحفظكم، ﴿فِي البَرِّ والبَحْرِ حَتّى إذا كُنتُمْ في الفُلْكِ﴾ في السفن، ﴿وجَرَيْنَ﴾ الضمير للفلك لأنه جمع فلك، ﴿بِهِم﴾ عدل إلى الغيبة للمبالغة كأنه يذكرهم لغيرهم حالهم ليعجبهم منها، ﴿بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وفَرِحُوا بِها﴾ لاستوائها ولينها، ﴿جاءَتْها﴾، أي تلك السفن جواب لـ إذا، ﴿رِيحٌ عاصِفٌ﴾ أي: ذات عصف يعني شديدة قيل العاصف كالحائض مخصوص بالريح فلذا لم يقل عاصفة أو الريح يذكر ويؤنث، ﴿وجاءَهُمُ المَوْجُ مِن كُلِّ مَكانٍ﴾ من جميع الأطراف، ﴿وظَنُّوا أنَّهم أُحِيطَ بِهِمْ﴾ فلا يمكن لهم الخلاص، ﴿دَعَوُا اللهَ﴾ بدل اشتمال من ظنوا أو استئناف جواب ماذا صنعوا بعد هذه الحالة وما قيل هو جواب للشرط وجاءتها حال فليس بشيء، ﴿مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾، مفعول مخلصين أي: تركوا الشرك فلم يدعوا إلا الله، ﴿لَئِنْ أنْجَيْتَنا﴾، أي: قائلين أو مفعول دعوا لأنه من جملة القول، ﴿مِن هَذِهِ﴾، الريح والشدة، ﴿لَنَكُونَنَّ مِنَ الشّاكِرِينَ (٢٢) فَلَمّا أنْجاهم إذا هم يَبْغُونَ في الأرْضِ﴾، فأجاءوا الفساد فيها، ﴿بغيرِ الحَقِّ﴾ لا كتخريب المسلمين ديار الكفر فإنه إفساد بحق، ﴿يا أيُّها النّاسُ إنَّما بَغْيُكم عَلى أنْفُسِكم مَتاعَ﴾ منفعة، ﴿الحَياةِ الدُّنْيا﴾ لا تبقى ويبقى عقابها وهو خبر بغيكم وعلى أنفسكم متعلق بالبغي أو على أنفسكم خبره أي ما وبال بغيكم إلا على أنفسكم لا يضرون به أحدًا غيركم ومتاع خبر محذوف، أي: ذلك متاع ومن قرأ بالنصب تقديره يتمتعون متاع، ﴿ثُمَّ إلَيْنا مَرْجِعُكم فَنُنَبِّئُكم بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ تَعْمَلُونَ﴾ بالجزاء عليه. ﴿إنَّما مَثَلُ الحَياةِ الدُّنْيا﴾ في سرعة تقضيها واغترار الناس بها، ﴿كَماءٍ أنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الأرْضِ﴾ أي: بسببه اشتبك نبات الأرض حتى خالط بعضه بعضًا، ﴿مِمّا يَأكُلُ النّاسُ﴾ من الزرع والبقل، ﴿والأنعامُ﴾ من الحشيش، ﴿حَتّى إذا أخَذَتِ الأرْضُ زُخْرُفَها وازَّيَّنَتْ﴾ كعروس أخذت ألوان ثيابها وحليها فتزينت بها وأصل ازينت تزينت فأدغم، ﴿وظَنَّ أهْلُها﴾ أهل الأرض، ﴿أنَّهم قادِرُونَ عَلَيْها﴾ متمكنون من منفعتها محصلون لثمرتها، ﴿أتاها أمْرُنا﴾ وهو ضرب زرعها ببعض العاهات، ﴿لَيْلًا أوْ نَهارًا فَجَعَلْناها﴾ أي: زرعها، ﴿حَصِيدًا﴾ شبيهًا بما حصد، ﴿كأن لمْ تَغْنَ﴾ أي: كأن لم يلبث ولم يكن زرعها على حذف المضاف، ﴿بِالأمْسِ﴾ والأمس مثل في الوقت القريب يعني المتسبب بالدنيا المغرور بها يأتيه عذابه أغفل ما يكون ومضمون الحكاية وهو الممثل به لا الماء وحده ﴿كَذَلِكَ﴾ مثل ذلك التبيين، ﴿نُفَصِّلُ الآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكرُونَ﴾ فإنهم المنتفعون بها، ﴿واللهُ يَدْعُوا إلى دارِ السلامِ﴾ هي الجنة والسلام من أسماء الله تعالى أو دار السلامة من الآفات أو دار تحيتها سلام يسلم الملائكة على من فيها، ﴿ويَهْدِي مَن يَشاءُ إلى صِراط مُّسْتَقِيمٍ﴾ بأن يوفقه على التقوى الذي هو طريق الجنة فالدعوة عام والهداية خاص، ﴿لِلَّذِينَ أحْسَنُوا﴾ العمل في الدنيا، ﴿الحُسْنى﴾ الجنة، ﴿وزِيادَةٌ﴾ النظر إلى وجه الله الكريم وهو قول أبي بكر الصديق وكثير من السلف رضي الله عنهم وعليه أحاديث كثيرة أحدها في صحيح مسلم وابن ماجه لكن من يضلل الله من العباد فما له من هاد أو الحُسْنى مثل حسناتهم والزيادة عشر أمثالها إلى سبعمائة أو أكثر أو الزيادة الرضوان، ﴿ولاَ يَرْهَقُ﴾ لا يغشى، ﴿وجُوهَهم قتَرٌ﴾ غبار أي: سواد، ﴿ولاَ ذِلةٌ﴾ هوان وكآبة؛ بل لقاهم نضرة وسرورًا، ﴿أُولَئِكَ أصْحابُ الجَنَّةِ هم فِيها خالِدُونَ (٢٦) والَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئاتِ﴾ مبتدأ بتقدير وجزاء الذين كسبوا السيئات، ﴿جَزاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِها﴾ لا يزاد عليها شيء أو عطف على الذين أحسنوا، أي: للذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها كقولك: في الدار زيد والحجرة عمرو عند من يجوزه، ﴿وتَرْهَقُهُمْ﴾ تغشاهم، ﴿ذِلَّةٌ ما لَهُم مِّنَ اللهِ مِن عاصِمٍ﴾ يعصمهم ويحميهم، ﴿كَأنَّما أُغْشِيَتْ وُجُوهُهم قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا﴾ لكمال سوادها ومظلمًا حال من الليل وهو صفة لـ قطعًا ومن قرأ قطْعًا بسكون الطاء فالأولي أن يكون مظلمًا صفة، ﴿أُولَئِكَ أصْحابُ النّارِ هم فِيها خالِدُونَ﴾ والآية في الكفار قسيم المؤمنين المراد من قوله للذين أحسنوا، ﴿ويَوْمَ﴾ بتقدير اذكر، ﴿نَحْشُرُهم جَمِيعًا﴾ المؤمن والكافر، ﴿ثمَّ نَقول لِلذِينَ أشْرَكوا﴾ الزموا، ﴿مَكانَكم أنْتُمْ﴾ تأكيد للضمير المنتقل إلى مكانكم من عامله، ﴿وشُرَكاؤُكُمْ﴾ أي الأوثان، ﴿فَزَيَّلْنا﴾ فرقنا، ﴿بَيْنَهُمْ﴾ وقطعنا ما كان بينهم من التواصل، ﴿وقالَ شُرَكاؤُهم ما كُنْتُمْ إيّانا تَعْبُدُونَ﴾ ينطق الله الأصنام فينكرون عبادتهم ويتبرأون منهم مكان شفاعتهم، ﴿فَكَفى بِاللهِ شَهِيدًا بَيْنَنا وبَيْنكمْ إنْ﴾ أي أنه، ﴿كنّا عَنْ عِبادَتِكمْ لَغافِلِينَ﴾ لأنا كنا جمادًا لا نعلم ولا نشعر فما أمرناكم بها ولا رضينا منكم بها، ﴿هُنالِكَ﴾ في ذلك المقام، ﴿تَبْلُو﴾ تختبر وتعلم، ﴿كُلُّ نَفْسٍ ما أسْلَفَتْ﴾ من عمل فتعاين نفعه وضره ومن قرأ تتلو فهو من التلاوة أي تقرأ أو من التلو أي: تتبع عمله قال بعضهم: تتبع كل أمة ما كانت تعبد، ﴿ورُدُّوا﴾ أي: أمرهم، ﴿إلى اللهِ مَوْلاهُمُ الحَقِّ﴾ متولي أمورهم بالحقيقة لا ما اتخذوه مولىً بالباطل، ﴿وضَل عَنْهم﴾ ضاع وبطل، ﴿ما كانُوا يَفْتَرُونَ﴾ فيعبدونه من دون الله.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب