الباحث القرآني

﴿والَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ اللهِ﴾ بكتبه أو بدلائل وحدته ﴿ولِقائِهِ﴾ البعث ﴿أُولَئِكَ يَئِسُوا مِن رَحْمَتِي﴾ لإنكارهم البعث والجنة ﴿وأُولَئِكَ لَهم عَذابٌ ألِيمٌ﴾ لكفرهم ﴿فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ﴾ أي: إبراهيم له ﴿إلا أن قالُوا اقْتلُوهُ أوْ حَرِّقُوهُ﴾ أى: عذبوه أحد العذابين ﴿فَأنْجاهُ اللهُ مِنَ النّارِ﴾ بعد ما قذفوه فيها بأن جعلها عليه بردًا وسلامًا ﴿إنَّ في ذَلِكَ﴾ إنجائه منها ﴿لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ فإن الكفار غير موفقين على التدبر في مثل ذلك ﴿وقالَ إنَّما اتَّخَذْتُمْ مِن دُونِ اللهِ أوْثانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكم في الحَياةِ الدُّنْيا﴾ أي: لِتَوادُّوا بينكم وتتواصلوا كما يتفق الناس على مذهب ليكون ذلك سبب تحابهم، وثاني مفعولي اتخذ محذوف وهو آلهة أو هو مودة بحذف مضاف، أي: سبب مودة، أو بأنّها بمعنى مودودة وقراءة رفعها على تقدير هي مودة، أو سبب مودة على أنها صفة ”أوثانًا“ أو خبر لـ إنّ، وما موصولة، أي: إن الذين اتخذتموهم ﴿ثُمَّ يَوْمَ القِيامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكم بِبَعْضٍ ويَلْعَنُ بَعْضُكم بَعْضًا﴾ ”كُلَّما دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَها“ ﴿ومَأْواكُمُ النّارُ وما لَكم مِن ناصِرِينَ فَآمَنَ لَهُ﴾ لإبراهيم ﴿لوطٌ﴾ هو ابن أخي إبراهيم لا ابن أخته فإنه لوط بن هاران بن آزر وهو أول من آمن به، وفي الحديث ”ليس على وجه الأرض مؤمن غيري وغيرك خاطب به امرأته فالمراد والله أعلم أن ليس على وجه الأرض زوجان على الإسلام ﴿وقالَ﴾ إبراهيم ﴿إنِّي مُهاجِرٌ﴾ من قومي ﴿إلى رَبِّي﴾ هاجر من سواد الكوفة إلى حران ثم منها إلى الشام ومعه لوط وامرأته سارة ﴿إنَّهُ هو العَزِيزُ الحَكِيمُ﴾ فيمنعني من الأعداء، ويوفقني بما هو صلاحي ﴿ووَهَبْنا لَهُ إسْحاقَ ويَعْقُوبَ﴾ وهو ولد إسحاق ولد في حياة إبراهيم ﴿وجَعَلْنا في ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ والكِتابَ﴾ أي: جنسه وكل نبي بعده كان من ذريته ﴿وآتَيْناهُ أجْرَهُ في الدُّنْيا وإنَّهُ في الآخِرَةِ لَمِنَ الصّالِحِينَ﴾ جمع له بين السعادتين سعادة الدنيا أي: الرزق الواسع، والمنزل الرحب، والزوجة الحسنة، والثناء الجميل إلى يوم القيامة، وسعادة الآخرة وهي لا يعرفها إلا الله ﴿ولوطًا﴾ عطف على نوحًا ﴿إذ قالَ لِقَوْمِهِ﴾ أرسل في حياة خليل الله إلى أهل سدوم ﴿إنَّكم لَتَأْتُونَ الفاحِشَةَ﴾ الفعلة القبيحة ﴿ما سَبَقَكُم بِها مِن أحَدٍ منَ العالَمِينَ﴾ استئناف مقرر لغاية قباحتها ﴿أئِنَّكم لَتَأْتُونَ الرِّجالَ وتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ﴾ فإنهم كانوا يقتلون المارين وينهبون أموالهم، وقيل: يقطعون سبيل النسل ﴿وتَأْتُونَ في نادِيكُمُ﴾ مجلسكم الغاصة ﴿المُنْكَرَ﴾ وفي الحديث“ هو خذف أهل الطريق بالحصى والاستهزاء بهم "، أو الصفير ولَعِبُ الحَمامِ [وحَلُّ أزْرارِ القِباءِ] ومضغ العلك وتطريف الأصابع بالحنا، أو الضراط والضحك والفحش في المزاح ﴿فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إلّا أنْ قالُوا ائْتِنا بِعَذابِ اللهِ إنْ كُنْتَ مِنَ الصّادِقِينَ﴾ في النبوة، أو في الوعيد ﴿قالَ رَبِّ انصرْنِي عَلى القَوْمِ المُفْسِدِينَ﴾ بإنزال العذاب عليهم.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب