الباحث القرآني

﴿فَمَن أظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلى اللهِ﴾: بإضافة الولد، والشريك إليه، ﴿وكَذَّبَ بِالصِّدْقِ﴾: بما جاء به محمد عليه الصلاة والسلام، ﴿إذْ جاءَهُ﴾، من غير تفكر، ﴿ألَيْسَ في جَهَنَّمَ مَثْوًى﴾: منزلًا، ﴿لِلْكافِرِينَ﴾، واللام يحتمل العهد والجنس، ﴿والذِى جاءَ بِالصِّدْقِ وصَدَّقَ بِهِ﴾، أي: الفريق الذي جاء به إلخ، فيدخل فيه الرسول وأتباعه، ويكون المعطوف والمعطوف عليه صلة واحدة على التوزيع، فينصرف المعطوف عليه إلى الرسول، والمعطوف إلى الصحابة، أو إلى المؤمنين أجمعين، أو المراد من الذي جاء بالصدق، وصدق به الرسل عليهم السلام، ﴿أُولَئِكَ هُمُ المُتَّقُونَ لَهم ما يَشاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزاءُ المُحْسِنِينَ لِيُكَفِّرَ اللهُ عَنْهم أسْوَأ الَّذِي عَمِلُوا﴾: يسترها عليهم بالمغفرة، يُعْلم من تخصيص الأسوأ أن غير الأسوأ أولى بالتكفير، وقيل: بمعنى السيئ، ﴿ويَجْزِيَهُمْ﴾: يعطيهم، ﴿أجْرَهُم بِأحْسَنِ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ﴾، فيعد لهم محاسن أعمالهم، بأحسنها في زيادة الأجر وعظمه، ﴿ألَيْسَ اللهُ بِكافٍ عَبْدَهُ﴾، لما خوفت قريش رسول الله ﷺ نزلت، وفي بعض القراءات ”عباده“، فالأولى أن يراد من عبده الجنس، ﴿ويُخَوِّفُونَكَ﴾، أي: قريش، ﴿بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ﴾: بأصنامهم أي: من دون الله، يقولون: إنك لتعيبها وستصيبك بسوء، ﴿ومَن يُضْلِلِ اللهُ﴾، فيخوف حبيب الله بحجر لا يضر ولا ينفع، ﴿فَما لَهُ مِن هادٍ ومَن يَهْدِ اللهُ فَما لَهُ مِن مُضِلٍّ ألَيْسَ اللهُ بِعَزِيزٍ﴾: غالب منيع، ﴿ذِي انْتِقامٍ﴾، من أعدائه، ﴿ولَئِنْ سَألْتَهم مَن خَلَقَ السَّماواتِ والأرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ﴾، لا سبيل لإنكارهم تفرد خالقيته، ﴿قُلْ أفَرَأيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ إنْ أرادَنِيَ اللهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كاشِفاتُ ضُرِّهِ أوْ أرادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكاتُ رَحْمَتِهِ﴾ عني، وهذا بيان أنها لا تنفع ولا تضر فلا خوف منها، ﴿قُلْ حَسْبِيَ اللهُ﴾: كافي في إصابة النفع ودفع البلاء، إذ قامت الحجة على تفرده فيهما، ﴿عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ المُتَوَكِّلُونَ قُلْ يا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ﴾: على طريقتكم، اسم للمكان استعير للحال، ﴿إنِّي عامِلٌ﴾، أي: على منهجي، ﴿فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأتِيهِ عَذابٌ﴾، معمول تعلمون، ﴿يُخْزِيهِ﴾، صفة عذاب، أي في الدنيا كما أخزاهم يوم بدر، ﴿ويَحِلُّ﴾، عطف على يأتيه، ﴿عَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ﴾: دائم في الآخرة، ﴿إنّا أنْزَلْنا عَلَيْكَ الكِتابَ لِلنّاسِ﴾: لأجل نفعهم، ﴿بِالحَقِّ﴾: متلبسًا به، ﴿فَمَنِ اهْتَدى فَلِنَفْسِهِ﴾: يعود نفعه إلى نفسه، ﴿ومَن ضَلَّ فَإنَّما يَضِلُّ عَلَيْها﴾: وبال الضلال راجع إليها، ﴿وما أنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ﴾: فنجبرهم على الهداية، إنما أنت نذير.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب