الباحث القرآني

﴿فَما لَكم في المُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ﴾ تفرقتم في أمرهم فرقتين، ”فئتين“ حال، وعاملها لكم ”وفي المنافقين“ متعلق بما دل عليه فئتين أي: متفرقين فيهم نزلت في عبد الله بن أبي وأصحابه حين رجعوا عن طريق أُحد فبعض المسلمين قالوا: نقتلهم، وفرقة تقول: لا فإنهم مسلمون. أو في قوم من العرب نزلوا المدينة وأسلموا ثم أصابتهم حمى المدينة فخرجوا ولحقوا المشركين وكتبوا إلى المسلمين إنا على دينكم فقال: بعضهم نافقوا وقال بعضهم: هم مسلمون. أو في قوم كانوا بمكة قد تكلموا بالإسلام وكانوا يظاهرون المشركين وقعدوا عن الهجرة ﴿واللهُ أرْكَسَهم بِما كَسَبُوا﴾ ردهم إلى الكفر بسبب عصيانهم أو أهلكهم ﴿أتُرِيدُونَ﴾ أيها المؤمنون ﴿أنْ تَهْدُوا مَن أضَلَّ اللهُ﴾ تجعلوه من المهتدين ﴿ومَن يُضْلِلِ الله فَلَن تَجدَ لَهُ سَبِيلًا﴾ إلى الهدى ﴿ودُّوا﴾ تمنوا هؤلاء ﴿لَوْ تَكْفُرُونَ﴾ أنتم ﴿كَما كَفَرُوا فَتَكُونُونَ﴾ أنتم وهم ﴿سَواءً﴾ في الضلال وهو عطف على تَكْفُرُونَ ﴿فَلاَ تَتَخِذُوا مِنهم أوْلِياءَ﴾ لا توالوهم ﴿حَتّى يُهاجِرُوا في سَبِيلِ اللهِ﴾ فتحققوا إيمانهم ﴿فإن تَوَلَّوْ ا﴾ عن الهجرة وأظهروا الكفر ﴿فَخُذُوهم واقْتُلُوهم حَيْثُ وجَدْتُمُوهم ولا تَتَّخِذُوا مِنهم ولِيًّا ولا نَصِيرًا﴾ لا تقبلوا منهم ولاية ولا نصرة ﴿إلّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إلى قَوْمٍ بَيْنَكم وبَيْنَهم مِيثاقٌ﴾ استثناء من مفعول واقتلوهم أي: لا تقتلوا الذين يلجأون وينتهون إلى قوم عاهدوكم واجعلوا حكمهم كحكمهم وهم الأسلميون، فإنه عليه الصلاة والسلام وادع لهلالًا اللأسلمي على أن لا يعينه ولا يعين عليه ومن وصل إليه فله من الجوار مثل ما له، أو بنو بكر بن زيد مناة أو خزاعة ﴿أوْ جاءُوكُمْ﴾ عطف على الصلة ﴿حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ﴾ حال أي: قد ضاقت عن ﴿أنْ يُقاتِلُوكُمْ﴾ أو لأن أو كراهة أن ﴿أوْ يُقاتِلُوا قَوْمَهُمْ﴾ هؤلاء قوم آخرون من المستثنين عن الأمر بقتلهم وهم الذين يخشون المصاف وصدورهم كارهة عن قتالكم ولا يهون عليهم أيضًا أن يقاتلوا قومهم معكم لا عليكم ولا لكم، كجماعة خرجوا يوم بدر من بني هاشم مع المشركين وكرهوا القتال كعباس ونحوه وقيل: معناه أن يقاتلوا قومهم أي: إذا أسلموا وقيل عطف على صفة قوم أي: إلا الذين يلجأون إلى قوم جاءوكم كافين عن القتال ﴿ولَوْ شاءَ اللهُ﴾ تسليطهم ﴿لَسَلَّطَهم عَلَيْكم فَلَقاتَلُوكُمْ﴾ أي: من لطفه بكم أن أذلَّهم عندكم وضيق صدورهم عن قتالكم فكفوا عنكم ﴿فَإنِ اعْتَزَلُوكم فَلَمْ يُقاتِلُوكم وألْقَوْا إلَيْكُمُ السَّلَمَ﴾ الصلح والانقياد ﴿فَما جَعَلَ اللهُ لَكم عَلَيْهِمْ سَبِيلًا﴾ في أخذهم وقتلهم ﴿سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أنْ يَأْمَنُوكم ويَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ﴾ هم أسد وغطفان أو بنو عبد الدار أظهروا الإسلام مع المسلمين ليأمنوا عندهم على دمائهم وأموالهم وحققوا الكفر مع قومهم ﴿كُلَّ ما رُدُّوا إلى الفِتْنَةِ﴾ دعوا إلى الشرك وقيل: إلى القتال مع المسلمين ﴿أُرْكِسُوا فِيها﴾ ﴿فَإن لَّمْ يَعْتَزِلُوكم ويُلْقُوا إلَيْكُمُ السَّلَمَ﴾ لم يصلحوا ﴿ويَكُفوا أيْدِيَهُمْ﴾ عن قتالكم ﴿فَخُذُوهم واقْتُلُوهم حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهم وأُولَئِكم جَعَلْنا لَكم عَلَيْهِمْ سُلْطانًا مُبِينًا﴾ حجة بينة في قتالهم لظهور عداوتهم وعدم وفائهم.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب