الباحث القرآني

﴿أوَلَمْ يَسِيرُوا في الأرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ كانُوا مِن قَبْلِهِمْ﴾ فإنه يظهر من مساكنهم علامات سوء عاقبتهم ﴿كانُوا هم أشَدَّ مِنهم قُوَّةً﴾ قدرة وتمكنًا، وهم ضمير الفصل والأصوب أن يُجعل هم مبتدأ لا فصلًا ﴿وآثارًا في الأرْضِ﴾ مثل الحصون والقصور ﴿فَأخَذَهُمُ اللهُ بِذُنُوبِهِمْ﴾ ولم تنفعهم قوتهم ﴿وما كانَ لَهم مِنَ اللهِ مِن واقٍ﴾ يقيهم من عذابه فمن زائدة وواقٍ اسم كان ﴿ذلِكَ﴾ الأخذ ﴿بِأنَّهم كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهم بِالبَيِّناتِ﴾: الدالة على صدقهم، ﴿فَكَفَرُوا فَأخَذَهُمُ اللهُ إنَّهُ قَوِيٌّ﴾: لا عجز له أصلًا، ﴿شَدِيدُ العِقابِ ولَقَدْ أرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا وسُلْطانٍ مُبِينٍ﴾: حجة ظاهرة، ﴿إلى فِرْعَوْنَ وهامانَ﴾: وزير فرعون ﴿وقارُونَ﴾ أغنى الناس في ذلك الزمان ﴿فقالُوا﴾: هو ﴿ساحِرٌ كَذابٌ﴾، وفي هذه الحكاية تسلية وبشارة لرسول الله ﷺ ﴿فَلَمّا جاءهم بِالحَقِّ﴾: الدليل على نبوته، ﴿مِن عِنْدِنا قالُوا اقْتُلُوا أبْناءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ واسْتَحْيُوا نِساءَهُمْ﴾: للخدمة وهذا أمر من فرعون بإعادة ما كانوا يفعلون بهم، فإنه كان قد أمسك عن قتل أبناءهم ولما بعث موسى أعاد القتل عليهم، ﴿وما كَيْدُ الكافِرِينَ إلّا في ضَلالٍ﴾: ضياع وزوال ﴿وقالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أقْتُلْ مُوسى﴾ كان فيهم من يمنعه نصحًا عن قتله خوفًا من العذاب، ﴿ولْيَدْعُ﴾: موسى، ﴿رَبَّهُ﴾: الذي يزعم أنه أرسله فيقيه منا، وفيه دليل على أن قوله ذروني تمويه وتورية، فإن ظاهره الاستهانة به وباطنه الخوف من دعائه ربه ﴿إنِّي أخافُ أنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ﴾: الذي أنتم عليه إن لم أقتله ﴿أوْ أنْ يُظْهِرَ في الأرْضِ الفَسادَ﴾: من الفتن والتهارج والخلاف أراد يبدل دينكم أو دنياكم ﴿وقالَ مُوسى إنِّي عُذْتُ بِرَبِّي ورَبِّكُمْ﴾ حقيقة وهو الله تعالى ﴿مِن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الحِسابِ﴾ أظهر التوكل على الله وعلَّمهم.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب