الباحث القرآني

﴿ق﴾، مثل ص، وقد مر وقيل: من أسماء الله تعالى، أو معناه: قضي الأمر، أو مفتاح أسماء الله تعالى التي في أوائلها ”ق“ كـ القدير، وغيره، ﴿والقُرْآنِ المَجِيدِ﴾: ذي المجد والشرف، وجواب القسم مثل ما مر في ص، ﴿بَلْ عَجِبُوا﴾: الكافرون، ﴿أن جاءهم مُنْذِرٌ مِنهُمْ﴾ إنكار لتعجبهم مما ليس بعجب، فإنهم قالوا: الرسول إما ملك، أو من معه ملك، أو بشر لا يحتاج إلى كسب المعاش، ﴿فَقالَ الكافِرُونَ هَذا شَيْءٌ عَجِيبٌ﴾، وضع الظاهر موضع المضمر للشهادة على أنّهم في هذا القول مقدمون على الكفر، وهذا إشارة إلى مبهم يفسره ما بعده، وهو قوله: ﴿أإذا مِتْنا وكُنّا تُرابًا﴾ أي: أنرجع حين نموت [ونبلى]؟! ﴿ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ﴾: عن العادة والإمكان، ﴿قَدْ عَلِمْنا ما تَنْقُصُ الأرْضُ مِنهُمْ﴾: ما تأكل الأرض من أجساد موتاهم، ومن كان كذلك فهو قادر على رجعهم، ﴿وعِنْدَنا كِتابٌ حَفِيظٌ﴾: حافظ لتفاصيل كل شيء، أو محفوظ من التغيير، وهو اللوح المحفوظ، ﴿بَلْ كَذَّبُوا بِالحَقِّ﴾: القرآن، ﴿لَمّا جاءَهُمْ﴾ كأنه قال، بل جاءوا بما هو أفظع من تعجبهم، وهو إنكار القرآن من غير تأمل وتوقف، ﴿فَهمْ في أمْرٍ مَرِيجٍ﴾: مضطرب، فمرة قالوا: شعر ومرة: سحر، ﴿أفَلَمْ يَنْظُرُوا﴾: حين أنكروا البعث، ﴿إلى السَّماءِ فَوْقَهُمْ﴾ أي: كائنة فوقهم، ﴿كَيْفَ بَنَيْناها وزَيَّنّاها﴾: بالكواكب، ﴿وما لَها مِن فُرُوجٍ﴾: من فتوق، بل ملساء لا فتق فيها ولا خلل، ﴿والأرْضَ﴾، عطف على محل السماء، أو نصب بما أضمر عامله وتقديره، ومددنا الأرض فلينظروا إليها، ﴿مَدَدْناها﴾: بسطناها، ووسعناها قيل: فيه إشعار بأنها غير كُرّية، ﴿وألْقَيْنا فِيها رَواسِيَ﴾: جبالًا ثوابت، ﴿وأنبَتْنا فِيها مِن كُلِّ زَوْج﴾: صنف، ﴿بَهِيجٍ﴾: حسن، ﴿تَبْصِرَةً وذِكْرى﴾، مفعول له للأفعال المذكورة كأنه قال جمعت بين ذلك تبصرة، ﴿لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ﴾: راجع إلى ربه متفكر في بدائعه، ﴿ونَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكًا فَأنْبَتْنا بِهِ جَنّاتٍ﴾: أشجارًا، ﴿وحَبَّ الحَصِيدِ﴾: حب الزرع الذي يحصد كالحنطة والشعير، ﴿والنَّخْلَ باسِقاتٍ﴾: طوالًا شاهقات، حال مقدرة، ﴿لَها طَلْعٌ﴾ هو أول ما يظهر قبل أن ينشق، ﴿نَضِيدٌ﴾: منضود بعضه على بعض في أكمامه، والمراد كثرة ما فيه من الثمر، ﴿رِزْقًا لِلْعِبادِ﴾، مفعول له لـ أنبتنا، ﴿وأحْيَيْنا بِهِ﴾: بالماء، ﴿بَلْدَةً مَيْتًا﴾: أرضًا لا نماء فيها، ﴿كَذَلِكَ الخُرُوجُ﴾: من القبور، ﴿كَذَّبَتْ قَبْلَهم قَوْمُ نُوحٍ وأصْحابُ الرَّسِّ وثَمُودُ وعادٌ وفِرْعَوْنُ﴾، أراد قومهم، ﴿وإخْوانُ لُوطٍ﴾ أي: قومهم، وسماهم إخوانه لقرابته القريبة، ﴿وأصْحابُ الأيْكَةِ وقَوْمُ تُبَّعٍ﴾، سبق في الدخان، ﴿كُلٌّ﴾ أي: كل واحد من هؤلاء، ﴿كَذَّبَ الرُّسُلَ﴾: من كذب رسولًا فقد كذب جميع الرسل، ﴿فَحَقَّ وعِيدِ﴾: وجب عليهم عذابي، ﴿أفَعَيِينا بِالخَلْقِ الأوَّلِ﴾ أي: إنا أنعجز كما علموا عن بدء الخلق حتى نعجز عن الإعادة، ﴿بَلْ هم في لَبْسٍ مِن خَلْقٍ جَدِيدٍ﴾ أي: هم لا ينكرون قدرتنا، بل هم في شبهة من البعث.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب