الباحث القرآني

﴿قُل لا أجِدُ فِيما أُوحِيَ إلَيَّ﴾: طعامًا، ﴿مُحَرَّمًا عَلى طاعِمٍ يطْعَمُهُ﴾: يعني أن التحليل والتحريم إنما يعلم بالوحي لا بالهوى، ولا يعلم بالوحي أن شيئًا من الطعام حرام في وقت، ﴿إلا﴾: في وقت، ﴿أنْ يَّكُونَ﴾: الطعام، ﴿مَيْتَةً أوْ دَمًا مَّسْفوحًا﴾: مصبوبًا سائلًا لا كالكبد والطحال، ومن قرأ برفع ﴿مَيْتَةٌ﴾ فعنده كان تامة و ﴿دمًا﴾ عطف على أن يكون أي: إلا وجود ميتة، ﴿أوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإنَّهُ﴾: لحمه أو الخنزير، ﴿رِجْسٌ﴾: حرام، ﴿أوْ فِسْقًا﴾ عطف على لحم خنزير ﴿أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ﴾ صفة له موضحة، ﴿فَمَنِ اضْطُرَّ﴾: إلى كل شيء من ذلك، ﴿غَيْرَ باغٍ﴾: على مضطر مثله، ﴿ولا عادٍ﴾: قدر الضرورة وقد مرَّ معناهما في البقرة، ﴿فَإنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾: لا يؤاخذه، والآية دالة على أن ما أُوحي في حرمته إلى تلك الغاية هو ذلك، وهذا لا ينافي التحريم في أشياء أخر بعد هذا، ﴿وعَلى الَّذِينَ هادُوا حَرَّمْنا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ﴾ أي: حرمنا على اليهود ما لم يكن مشقوق الأصابع كالإبل والنعامة والبط، أو كل ذي حافر، وقيل: كل ذي مخلب من الطير، ﴿ومِنَ البَقَرِ والغَنَمِ حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُما﴾ أي: حرمنا جميع شحومهما، ﴿إلا ما حَمَلَتْ ظُهُورُهُما﴾: ما علق بالظهر من الشحوم ﴿أوِ الحَوايا﴾: ما اشتمل على الأمعاء، ﴿أوْ ما اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ﴾ أي: ما اختلط من الشحوم بالعظام فإنه حلال وأو هاهنا كأو في قولهم جالس الحسن أو ابن سيرين، وما بقي على الحرمة الثروب وشحوم الكلى، ﴿ذلِكَ﴾: التحريم والتضييق، ﴿جَزَيْناهم بِبَغْيِهِمْ﴾: بسبب ظلمهم ومخالفتهم أوامرنا، ﴿وإنّا لَصادِقُونَ﴾: فيما أخبرنا من تحريمنا ذلك عليهم كما زعموا أن إسرائيل حرمه، ﴿فَإنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكم ذُو رَحْمَةٍ واسِعَةٍ﴾: فيمهلكم، ﴿ولا يُرَدُّ بَأْسُهُ﴾: عذابه إذا نزل، ﴿عَنِ القَوْمِ المُجْرِمِينَ﴾: فلا تغتروا بالإمهال. ﴿سَيَقُولُ الَّذِينَ أشْرَكُوا لَوْ شاءَ اللهُ﴾: خلاف ذلك، ﴿ما أشْرَكْنا ولا آباؤُنا ولا حَرَّمْنا مِن شَيْءٍ﴾: فإن ما لم يشأ لم يكن، وما شاء فهو مرضي مأمور به فأرادوا بذلك أن ما هم عليه مرضى عند الله مأمور به، ﴿كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ﴾ أي: بهذه الشبهة الداحضة كذب الأمم السالفة أنبياءهم، ﴿حَتّى ذاقُوا بَأْسَنا﴾: فعلموا أنهم على دين مبغوض غير مرضي أراد الله لهم خزيهم وسوء شكيمتهم، ﴿قُلْ هَل عِنْدَكم مِن عِلْمٍ﴾: يدل على رضى الله عنكم فيما أنتم عليه، ﴿فَتُخْرِجُوهُ لَنا﴾: تظهروه لنا، ﴿إن تَتبِعُونَ إلا الظّنَّ﴾: في ذلك لا العلم، ﴿وإنْ أنتُمْ إلّا تَخْرُصُون﴾: تكذبون على الله فإنه منع الشرك، وغضب على المشركين مع أنه لا يجري في ملكه إلا ما يشاء لا يزاحمه أحد تعالى الله عما يقول الجاهلون علوًّا كبيرًا، ﴿قُلْ فَلله الحُجَّةُ البالِغَةُ﴾: التي بلغت غاية المتانة وهي الكتاب والرسول والبيان، ﴿فَلَوْ شاءَ لَهَداكم أجْمَعِينَ﴾ لكن شاء هداية قوم، وضلال آخرين، والمعنى وإذ قد ظهر ألا حجة لكم فلله الحجة لكن لا يهدي الله الكل إليها لعدم مشيئته، وله في ذلك حكم، ومصالح لا يهتدي إليها إلا من هداه الله، ﴿قُلْ هَلُمَّ شُهَداءكُمُ﴾: أحضروهم، اسم فعل متعد ويكون لازمًا، ﴿الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أنَّ اللهَ حَرَّمَ هَذا﴾: وهم قدوتهم ليلزمهم الحجة، ﴿فَإنْ شَهِدُوا﴾: عنادًا، ﴿فَلا تَشْهَدْ مَعَهُمْ﴾: لا تصدقهم فيه وبين فسادهم، ﴿ولا تَتَّبِعْ أهْواءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا﴾ أي: لا تتبعهم فإنهم يكذبون بآياتنا، ﴿والَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ﴾: كعبدة الأوثان، ﴿وهُم بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ﴾: يجعلون له عديلًا سبحانه!
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب