الباحث القرآني

﴿فَلا أُقْسِمُ﴾، لا مزيدة، أو رد لكلام المشركين، وقيل: لا أقسم بظهور الأمر بحيث لا يحتاج إلى القسم، ﴿بِما تُبْصِرُونَ﴾: بما في السماء، والأرض، ﴿وما لا تُبْصِرُونَ﴾: بما هو في علم الله، ولم يطلع عليه أحد، ﴿إنَّهُ﴾: القرآن، ﴿لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ﴾: على الله يبلغه عن الله، فإن الرسول هو المبلغ، ﴿وما هو بِقَوْلِ شاعِرٍ﴾: يخيله من عند نفسه كما تزعمون، ﴿قَلِيلًا ما تُؤْمِنُونَ﴾: تصدقون تصديقًا قليلًا، أو المراد من القلة العدم، ﴿ولا بِقَوْلِ كاهِنٍ قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ﴾: تذكرون تذكرًا قليلًا، فلذلك التبس عليكم الأمر، ولما كان عدم مشابهة القرآن للشعر أظهر ذكر الإيمان مع الأول، والتذكر مع الثاني، ﴿تَنْزِيلٌ مِن رَبِّ العالَمِينَ﴾ أي: هو تنزيل، ﴿ولَوْ تَقَوَّلَ﴾: الرسول، ﴿عَلَيْنا بَعْضَ الأقاوِيلِ﴾: يختلق، ويفتري، ﴿لأخَذْنا مِنهُ بِاليَمِينِ﴾: بيده اليمنى منه ليكون أشد، فإن القتّال إذا وقف بين يديه بحيث ينظر المقتول إلى السيف مريدًا قتله من خلفه يأخذه بيده اليمني، وإذا وقف خلفه مريدًا قتله من قفاه يأخذ بيساره، أو اليمين بمعنى القوة، ﴿ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنهُ الوَتِينَ﴾: نياط القلب، وهو حبل الوريد، ﴿فَما مِنكم مِن أحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ﴾: دافعين عن القتل، أو عن نفسه بأن تحولوا بيني وبينه، ﴿وإنَّهُ﴾ أي: القرآن، ﴿لَتَذْكِرَةٌ للْمُتَّقِينَ﴾: فإنهم المنتفعون به، ﴿وإنّا لَنَعْلَمُ أنَّ مِنكم مُكَذِّبِينَ﴾: فنجازيهم، ﴿وإنَّهُ﴾ الضمير للقرآن أو للتكذيب، ﴿لَحَسْرَةٌ عَلى الكافِرِينَ﴾: يوم يرون ثواب الإيمان به، ﴿وإنَّهُ لَحَقُّ اليَقِينِ﴾ اليقين هو العلم الذي زال عنه اللبس، والحق هو الثابت، فالإضافة إما بمعنى اللام، أو بمعنى من أو بيانية، ﴿فَسَبِّحْ﴾: الله، ﴿بِاسْمِ رَبِّكَ العَظِيمِ﴾، والعظيم إما صفة المضاف أو المضاف إليه. والحمد لولي الحمد.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب