الباحث القرآني

﴿وإلى مَدْيَنَ﴾ قبيلة، أو المراد بلد مدين ﴿أخاهُمْ﴾ في النسب ﴿شُعَيْبًا قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا الله ما لَكم مِن إلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جاءتْكم بَيّنَةٌ﴾ معجزة ﴿مِن ربِّكُمْ﴾ وليس في القرآن أنها ما هي ﴿فَأوْفُوا الكَيْلَ﴾ أراد بالكيل الذي هو المصدر ما يكال به كالعيش على المعاش ﴿والمِيزانَ ولا تَبْخَسُوا النّاسَ أشْياءَهُمْ﴾ لا تنقصوهم حقوقهم قيل كانوا مكاسين ﴿ولا تُفْسِدُوا في الأرْضِ﴾ بالكفر ﴿بَعْدَ إصْلاحِها﴾ ببعث النبي وأمره بالعدل ﴿ذَلِكُمْ﴾ إشارة إلى العمل بما أمرهم ﴿خيْرٌ لَكُم﴾ في الدنيا والآخرة ﴿إنْ كنتمْ مُؤْمِنِينَ﴾ مصدقين بمقالي ﴿ولا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِراطٍ تُوعِدُون﴾ فإنهم يقعدون طرق الناس يوعدون الآتين إلى شعيب للإيمان بالقتل وغيره، أو معناه النهي عن وعيد الناس لإعطاء أموالهم فإنهم مكاسين ويوعدون في موضع الحال ﴿وتَصُدُّونَ﴾ عطف على توعدون ﴿عَنْ سَبِيلِ اللهِ مَن آمَنَ بِهِ﴾ بشعيب أو بالله وتوعدون وتصدون تنازعا في من آمن والعمل للثاني ﴿وتَبْغونَها﴾ وتطلبون لسبيل الله ﴿عِوَجًا﴾ بإلقاء الشبه ووصفها للناس بالاعوجاج ﴿واذْكُرُوا إذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا﴾ في العدد والعُدد ﴿فَكَثَّرَكُمْ﴾ بالأموال والبنين ﴿وانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ المُفْسِدِينَ﴾ قبلكم فاعتبروا منهم ﴿وإنْ كانَ طائِفَةٌ مِنكم آمَنُوا بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وطائِفَةٌ لَمْ يُؤْمِنُوا فاصْبِرُوا حَتّى يَحْكُمَ اللهُ بَيْنَنا﴾ بتعذيب المكذبين ﴿وهُوَ خَيْرُ الحاكِمِينَ﴾ لا حيف في حكم@ ولا معقب له ﴿قالَ المَلأُ﴾ الأشراف ﴿الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا﴾ عن الإيمان ﴿مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يا شُعَيْبُ والَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِن قَرْيَتِنا أوْ لَتَعُودُنَّ في مِلَّتِنا﴾ أي: ليكونن أحد الأمرين إما الإخراج أو العود، وشعيب - عليه السلام - قط لم يكن على ملتهم لكن غلَّبوا قومه عليه فإنهم كانوا على ملتهم ﴿قالَ﴾ شعيب ﴿أوَلَوْ كُنّا كارِهِينَ﴾ أي: أنعود في ملتكم وإن كنا كارهين لها؟ ﴿قَدِ افْتَرَيْنا عَلى اللهِ كَذِبًا إنْ عُدْنا في مِلَّتِكم بَعْدَ إذْ نَجّانا اللهُ مِنها﴾ يدل على جواب الشرط قد افترينا، أي: قد افترينا الآن إن هممنا بالعود بعد الخلاص منها فإن المرتد مفترى في إثبات الند، وفي ظهور الحقية عنده للدين الباطل فهو أقبح من الكافر ﴿وما يَكُونُ﴾ لا يمكن ﴿لَنا أنْ نَعُودَ فِيها إلا أنْ يَشاءَ اللهُ ربُّنا﴾ ارتدادنا فإنه مصرف القلوب كيف يشاء، ولو أراد الله بأحدٍ سوءًا فلا مرد له ﴿وسِعَ ربُّنا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا﴾ أحاط علمه بما كان وما يكون وعلمًا تمييز ﴿عَلى اللهِ تَوَكَّلْنا﴾ في تثبيتنا على الإيمان وتخليصنا منكم ﴿رَبَّنا افْتَحْ﴾ اقض واحكم ﴿بَيْنَنا وبَيْنَ قَوْمِنا بِالحَقِّ﴾ أنزل على كل منا ما يستحقه لا أن تهلكهم بدعائي وهم غير مستحقين للعذاب ﴿وأنْتَ خَيْرُ الفاتِحِينَ وقالَ المَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا إنَّكم إذًا لَخاسِرُونَ﴾ لاستبدالكم دينه الباطل بدين آبائكم الحق، وجملة إنكم إذًا لخاسرون ساد مسد جواب القسم والشرط ﴿فأخَدتْهُمُ الرَّجْفَةُ﴾ الزلزلة ﴿فَأصْبَحُوا في دارِهِمْ﴾ مدينتهم ﴿جاثِمِينَ﴾ ميتين قد اجتمع عليهم أنواع من العذاب بسحابة فيها شرر من النار ولهيب وهو قوله تعالى ”عَذابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ“ [الشعراء: ١٨٩] في سورة الشعراء ثم جاءتهم صيحة من السماء وهو قوله تعالى ”فأخذتهم الصيحة“ [الحجر: ٨٣] في سورة الحجر ورجفة من الأرض فزهقت أرواحهم وخمدت أجسادهم ﴿الذِينَ كَذبُوا شُعَيْبًا﴾ مبتدأ ﴿كَأنْ لَمْ يَغنَوا فِيها﴾ خبره أي: كأن لم يقيموا فيها قط ﴿الَّذِينَ كذبُوا شُعَيْبًا كانُوا هُمُ الخاسِرِينَ﴾ لا الذين صدقوه كما زعموا ﴿فتَوَلى عَئْهُمْ﴾ الظاهر أنه بعد عذابهم وموتهم ﴿وقالَ﴾ تأسفًا بهم ﴿يا قَوْمِ لَقَدْ أبْلَغْتُكم رِسالاتِ رَبِّي ونَصَحْتُ لَكُمْ﴾ وقد كفرتم ﴿فَكَيْفَ آسى عَلى قَوْمٍ كافِرِينَ﴾ مستحقين للعذاب.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب