الباحث القرآني

﴿إنّا نَحْنُ نَزَّلْنا عَلَيْكَ القُرْآنَ تَنْزِيلًا﴾: متفرقًا منجمًا آية بعد آية، وفي تكرير الضمير مع التأكيد بإن مزيد اختصاص التنزيل، ﴿فاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ﴾: بتأخير نصرك، ﴿ولا تُطِعْ مِنهم آثِمًا أوْ كَفُورًا﴾، لفظ أو للدلالة على أن إطاعة كل واحد منهما قبيح، فالجمع بين الطاعتين أقبح، والآثم الكافر؛ لأن الفسوق في الأفعال يظهر من الكافر، والكفور المنافق، لأنه صفة القلب، ولا تطع الكافرين، والمنافقين، وعن بعض الآثم عتبة، فإنه ركّاب الفسوق، والكفور الوليد، فإنه الغالي في الكفر، وهما قالا لو رجعت عن هذا الأمر لزوجناك ابنتينا بغير مهر، وأعطيناك من المال حتى ترضى، ﴿واذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وأصِيلًا﴾: أول النهار وآخره، ﴿ومِنَ اللَّيْلِ فاسْجُدْ لَهُ وسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا﴾، كما قال: ﴿ومن الليل فتهجد به نافلة لك﴾ [الإسراء: ٧٩] وعن بعض المراد صلاة الصبح، والعصر، والمغرب، والعشاء، والتهجد، ﴿إنَّ هَؤُلاء يُحِبُّونَ العاجلَةَ﴾: الدار العاجلة، ﴿ويَذَرُونَ وراءَهُمْ﴾: وراء ظهورهم، أو أمامهم، ﴿يَوْمًا ثَقِيلًا﴾: شديدًا، ﴿نَحْنُ خَلَقْناهم وشَدَدْنا أسْرَهُمْ﴾: ربطهم، وتوثيق مفاصلهم، ﴿وإذا شِئْنا بَدَّلْنا أمْثالَهُمْ﴾: في شدة الأسر بعد إهلاكهم، ﴿تَبْدِيلًا﴾، والمراد النشأة الأخرى، والتبديل في الصفات، أو المراد إذا شئنا أهلكناهم، ونأت بخلق جديد مثلهم بدلهم فالتبديل في الذوات، وحقه حينئذ إن بدل إذا لكن جيء بإذا على المبالغة كأن له وقتًا معينًا، ﴿إنَّ هَذِهِ﴾ أي: السورة، ﴿تَذْكِرَةٌ﴾: عظة، ﴿فَمَن شاءَ اتَّخَذَ إلى رَبِّهِ سَبِيلًا﴾: طريقًا ومسلكًا إلى الله، ﴿وما تَشاءُونَ﴾: ذلك، ﴿إلّا أنْ يَشاءَ اللهُ﴾ أي: إلا وقت أن يشاء الله مشيئتكم، ﴿إنَّ اللهَ كانَ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾: فيعلم من يستحق الهداية، فيقيض له أسبابها، ومن يستحق الغواية فييسر له أسبابها، وله الحكم في ذلك، ﴿يُدْخِلُ مَن يَشاءُ في رَحْمَتِهِ﴾: بهدايته، ﴿والظّالِمِينَ أعَدَّ لَهم عَذابًا ألِيمًا﴾، نصب الظالمين بفعل يفسره ما بعده، مثل أعد. اللهم أدخلنا برحمتك في رحمتك ولا تجعلنا من الظالمين.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب