الباحث القرآني

﴿ولا يَحْسَبَنَّ﴾: يا محمد ﴿الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا﴾: فاتونا فلا نقدر عليهم، بل هم تحت قهر قدرتنا، ومن قرأ ”لا يحسبن بالياء فالذين كفروا فاعله، بتقدير: أن سبقوا فحذفت أن، أو تقديره: لا يحسبن الذين كفروا أنفسهم سبقوا، أو فاعله ضمير إلى“ من خلفهم ”أو إلى جيل المؤمنين، وفي الجميع تكلف ﴿إنَّهم لا يُعْجِزُونَ﴾: لا يجدون طالبهم عاجزًا عن إدراكهم، ومن قرأ بالفتح فتقديره: لأنّهُم لا يعجزون، قال بعضهم: نزلت فيمن أفلت يوم بدر من المشركين. ﴿وأعِدُّوا لَهُمْ﴾: للكفار ﴿ما اسْتَطَعْتُمْ مِن قُوَّةٍ﴾: من كل ما يتقوى به في الحرب، وفي الحديث الصحيح:“ ألا إن القوة الرمي ”قالها ثلاثًا ﴿ومِن رِباطِ الخَيْلِ﴾ الرباط: اسم للخيل التي تربط في سبيل الله ﴿تُرْهِبُونَ﴾: تخوفون ﴿به﴾: بما استطعتم ﴿عَدُوَّ اللهِ وعَدُوَّكُمْ﴾: كفار مكة ﴿وآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ﴾ أي: من دون كفار مكة ﴿لا تَعْلَمُونَهُمُ﴾: لا تعرفونهم ﴿اللهُ يَعْلمُهُمْ﴾: يعرفهم، هم المنافقون أو اليهود أو أهل فارس ﴿وما تُنْفِقُوا مِن شَيْءٍ﴾: قليل أو كثير ﴿فِي سَبِيلِ اللهِ يُوَفَّ إلَيْكُمْ﴾ أجره وجزاؤه ﴿وأنْتُمْ لا تُظْلَمُون﴾ بتضييع العمل. ﴿وإنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ﴾: مالوا للصلح ﴿فاجْنَحْ لَها﴾: مل إليها، قال بعضهم: الآية منسوخة بقوله:“ قاتلوا الذين لا يؤمنون ”، وفيه شيء لأن المهادنة لكثرة الأعداء ولغيرها جائزة إذا رأى الإمام، وقال بعضهم: الآية مخصوصة بأهل الكتاب ﴿وتَوَكَّلْ عَلى اللهِ﴾ في الصلح، ولا تخف خداعهم ﴿إنَّهُ هو السَّمِيعُ﴾: لأقوالهم ﴿العَلِيمُ﴾ بنياتهم ﴿وإنْ يُرِيدُوا أنْ يَخْدَعُوكَ﴾: يريدون بالصلح خديعة ﴿فَإنَّ حَسْبَكَ﴾: محسبك وكافيك ﴿اللهُ هو الَّذِي أيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وبِالمُؤْمِنِينَ (٦٢) وألَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ﴾ مع ما فيهم من الضغينة في أدنى شيء ﴿لَوْ أنْفَقْتَ ما في الأرْضِ جَمِيعًا ما ألَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ﴾ لتناهي عداوتهم وجهالتهم، فإن بين الأوس والخزرج من العداوة والحروب ما لا يمكن الإصلاح، فالله بمحض قدرته ألف بينهم فاجتمعوا وأنفقوا، وأنساهم الله تلك الشحناء فصاروا أنصارًا ﴿ولَكِنَّ اللهَ ألَّفَ بَيْنَهُمْ﴾ فإنه مقلب القلوب ﴿إنَّهُ عَزِيزٌ﴾: غالب لا يغالب أبدًا ﴿حَكِيمٌ﴾ يضع كل شيء في موضعه ﴿يا أيُّها النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ﴾: كافيك ﴿ومَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ المُؤْمِنِينَ﴾ مفعول معه، أي: محسبك مع المؤمنين الله، أو عطف على“ الله "، نزلت في غزوة بدر، وقال بعضهم: نزلت حين أسلم عمر، ثم اعترض عليه بأن الأنفال كلها مدنية، وإسلام عمر قبل الهجرة فلا يصح هذا.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب