﴿فَجاءَتْهُ إحْداهُما تَمْشِي عَلى اسْتِحْياء﴾ أيْ واضِعَة كُمّ دِرْعها عَلى وجْهها حَياء مِنهُ ﴿قالَتْ إنّ أبِي يَدْعُوك لِيَجْزِيَك أجْر ما سَقَيْت لَنا﴾ فَأَجابَها مُنْكِرًا فِي نَفْسه أخْذ الأُجْرَة كَأَنَّها قَصَدَتْ المُكافَأَة إنْ كانَ مِمَّنْ يُرِيدها فَمَشَتْ بَيْن يَدَيْهِ فَجَعَلَتْ الرِّيح تَضْرِب ثَوْبها فَتَكْشِف ساقَيْها فَقالَ لَها: امْشِي خَلْفِي ودُلِّينِي عَلى الطَّرِيق فَفَعَلَتْ إلى أنْ جاءَ أباها وهُوَ شُعَيْب عَلَيْهِ السَّلام وعِنْده عَشاء فَقالَ: اجْلِسْ فَتَعَشَّ وقالَ: أخاف أنْ يَكُون عِوَضًا مِمّا سَقَيْت لَهُما وإنّا أهْل بَيْت لا نَطْلُب عَلى عَمَل خَيْر عِوَضًا قالَ: لا عادَتِي وعادَة آبائِي نُقْرِي الضَّيْف ونُطْعِم الطَّعام فَأَكَلَ وأَخْبَرَهُ بِحالِهِ ﴿فَلَمّا جاءَهُ وقَصَّ عَلَيْهِ القَصَص﴾ مَصْدَر بِمَعْنى المَقْصُوص مِن قِتْله القِبْطِيّ وقَصْدهمْ قَتْله وخَوْفه مِن فِرْعَوْن ﴿قالَ لا تَخَفْ نَجَوْت مِن القَوْم الظّالِمِينَ﴾ إذْ لا سُلْطان لِفِرْعَوْن عَلى أهْل مَدْيَن
{"ayah":"فَجَاۤءَتۡهُ إِحۡدَىٰهُمَا تَمۡشِی عَلَى ٱسۡتِحۡیَاۤءࣲ قَالَتۡ إِنَّ أَبِی یَدۡعُوكَ لِیَجۡزِیَكَ أَجۡرَ مَا سَقَیۡتَ لَنَاۚ فَلَمَّا جَاۤءَهُۥ وَقَصَّ عَلَیۡهِ ٱلۡقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفۡۖ نَجَوۡتَ مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّـٰلِمِینَ"}