الباحث القرآني

يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ ثواب إيمانكم وتقواكم وَلا يَسْئَلْكُمْ أى ولا يسألكم جميعها، إنما يقتصر منكم على ربع العشر، ثم قال إِنْ يَسْئَلْكُمُوها فَيُحْفِكُمْ أى يجهدكم ويطلبه كله، والإحفاء: المبالغة وبلوغ الغاية في كل شيء، يقال: أحفاه في المسألة إذا لم يترك شيئا من الإلحاح. وأحفى شاربه: إذا استأصله تَبْخَلُوا وَيُخْرِجْ أَضْغانَكُمْ أى تضطغنون على رسول الله ﷺ [[قوله «أى تضطغنون على رسول الله ﷺ» في الصحاح: «الضغن» الحقد. وتضاغن القوم واضطغنوا: انطووا على الأحقاد. (ع)]] ، وتضيق صدوركم لذلك، وأظهرتم كراهتكم ومقتكم لدين يذهب بأموالكم، والضمير في يُخْرِجْ لله عز وجل، أى يضغنكم بطلب أموالكم. أو للبخل، لأنه سبب الاضطغان. وقرئ: نخرج. بالنون. ويخرج، بالياء والتاء مع فتحهما ورفع أضغانكم هؤُلاءِ موصول بمعنى الذين صلته تُدْعَوْنَ أى أنتم الذين تدعون. أو أنتم يا مخاطبون هؤلاء الموصوفون، ثم استأنف وصفهم، كأنهم قالوا: وما وصفنا؟ فقيل: تدعون لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ قيل: هي النفقة في الغزو. وقيل: الزكاة، كأنه قيل: الدليل على أنه لو أحفاكم لبخلتم وكرهتم العطاء واضطغنتم أنكم تدعون إلى أداء ربع العشر، فمنكم ناس يبخلون به، ثم قال وَمَنْ يَبْخَلْ بالصدقة وأداء الفريضة. فلا يتعداه ضرر بخله، وإنما يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ يقال بخلت عليه وعنه، وكذلك ضننت عليه وعنه. ثم أخبر أنه لا يأمر بذلك ولا يدعو اليه لحاجته إليه، فهو الغنى الذي تستحيل عليه الحاجات، ولكن لحاجتكم وفقركم إلى الثواب وَإِنْ تَتَوَلَّوْا معطوف على: وإن تؤمنوا وتتقوا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ يخفق قوما سواكم على خلاف صفتكم راغبين في الإيمان والتقوى، غير متولين عنهما، كقوله تعالى وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ وقيل: هم الملائكة. وقيل: الأنصار. وعن ابن عباس: كندة والنخع. وعن الحسن: العجم وعن عكرمة: فارس والروم. وسئل رسول الله ﷺ عن القوم وكان سلمان إلى جنبه، فضرب على فخذه وقال: «هذا وقومه، والذي نفسي بيده، لو كان الإيمان منوطا بالثريا لتناوله رجال من فارس» [[أخرجه الترمذي وابن حبان والحاكم. والطبري وابن أبى حاتم وغيرهم من طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبى هريرة وله طرق عنه وعن غيره.]] وعن رسول الله ﷺ «من قرأ سورة محمد ﷺ كان حقا على الله أن يسقيه من أنهار الجنة» [[أخرجه الثعلبي وابن مردويه والواحدي، بأسانيدهم إلى أبى بن كعب.]]
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب