الباحث القرآني

قوله: ﴿وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ﴾ - إلى قوله - ﴿لَشَدِيدُ ٱلْعِقَابِ﴾ المعنى: ﴿وَإِن تَعْجَبْ﴾ يا محمد من هؤلاء المشركين، فعجب إنكارهم للبعث. قال قتادة: عجب الرحمن من تكذيبهم البعث بعد الموت. وقال ابن زيد: المعنى: أن تعجب يا محمد من تكذيبهم لك، وقد رأوا قدرة الله، عز وجل في الحياة، وفي جميع ما ضرب لهم به الأمثال، فعجباً إنكارهم البعث. على معنى: فذلك من فعلهم مما يجب لكم أن تعجبوا منه. وقد قرأ الكسائي ﴿بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ﴾ [الصافات: ١٢] بضم التاء على أَحَدِ المعنيين المذكورين. ثم أخبرنا الله، عز وجل، أن من أنكر البعث، بعدما بين له من الآيات الدالات على قدرة الله، (سبحانه) فالأغلال في أعناقهم يوم القيامة، وأنهم أصحاب النار خالدين فيها. وقيل: الأغلال: أعمالهم، كما تقول للرجل عمل عملاً سيئاً: "هذا غل في عنقك"، فسمي العمل السيء بالغل، لأنه سبب إلى الغل. * * * ثم قال تعالى: ﴿وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلسَّيِّئَةِ (قَبْلَ ٱلْحَسَنَةِ)﴾ الآية. والمعنى: يستعجلك يا محمد، مشركو قومك بالعذاب والعقوبة، قبل الرخاء والعافية، فيقولون: ﴿ٱللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ ٱلْحَقَّ مِنْ عِندِكَ﴾ [الأنفال: ٣٢] - الآية وهم يعلمون ما حل بالأمم قبلهم من العقوبات وهو قوله: ﴿وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ ٱلْمَثُلاَتُ﴾: أي: العقوبات في الأمم الماضية على تكذيبهم الرسل، فهلك قوم بالخسف، وقوم بالرجفة، وقوم بالغرق في أشباه لذلك من العقوبات. قال قتادة: المُثلاتُ: وقائع الله، عز وجل في الأمم الماضية. وقال الشعبي: المثلات: القردة والخنازير. ثم قال (تعالى): ﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ﴾: أي: لذو ستر على ذنوبهم، وهم ظالمون. ﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ ٱلْعِقَابِ﴾ (أي):، لمن مات مصراً على كفره. ولما نزلت هذه الآية، قال النبي ﷺ: لولا عفو الله، ورحمته، وتجاوزه ما هنأ لأحَدٍ عيش، ولولا عقابه، ووعيده، وعذابه لا تكل كل واحد وقال ابن عباس: ما في كتاب الله، (عز وجل) آية أرْجَى من قوله: ﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ﴾. (وقيل: المعنى) هو أن العبد يمحو الله بحسنته عشر سيئات، وإذا همّ بالحسنة كتب له، وإن لم يعملها.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب