الباحث القرآني

قوله: ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ..﴾ الآية. أخبر الله تعالى: أن أول بيت وضع للناس مبارك وهدى للعالمين هو الذي ببكة، وكان قبله بيوت إلا أنه ليس لهن هذه الصفة، هذا قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه فهو على قوله أول بيت وضعت فيه البركة والهدى مقام إبراهيم. وقال الحسن: هو أول مسجد عبد الله فيه في الأرض. وقال ابن عمر: هو أول بيت وضع في الأرض، خلق الله البيت قبل الأرض بألفي سنة، وكان إذ كان عرشه على الماء على زبد وبيضاء فدحيت الأرض من تحته. وقال مجاهد: أول بيت خلق الله: الكعبة، ثم دحا الأرض من تحتها، وقاله السدي. وقيل: إن موضع الكعبة موضع أول بيت وضعه الله في الأرض. وقال قتادة: هبط البيت مع آدم حين هبط، يطوف حوله كما يطاف حول العرش ثم رفعه الله في الطواف فصار معموراً في السماء، ثم إن إبراهيم تتبع منه أساساً حين أمره تعالى ببنائه فبناه على أساس قديم. ومعنى وضع للناس [أي]: لعبادة الله. وسئل النبي عليه السلام عن أول مسجد وضع؟ فقال: "المسجد الحرام، ثم مسجد بيت المقدس وكان بينهما أربعون سنة وبكة: حول البيت مع الطواف (من) قولهم بكه: إذا زحمه، فسميت بذلك البقعة للازدحام [الذي يكون] فيها وما عدا ذلك في خارج المسجد: مكة. قال ابن شهاب: بكة البيت والمسجد، ومكة الحرم كله. وقال مالك: بكة موضع البيت، ومكة غيره من المواضع. قال ابن القاسم: يريد القرية. وروي عن ابن وهب أنه قال: بكة موضع البيت، ومكة ما حول البيت من المواضع. وقيل: إنما سميت مكة لأنها تبك أعناق الجبابرة إذا أحدثوا فيها. قال مقاتل: بكة ما بين الجبلين، ومكة الحرم كله وإنما سميت بمكة لأنها تمك المخ من العظم أي تمحقه لما يحتاج (إليه) الإنسان من السعي والطواف والعمل. يقال: مككت العظم إذا أخرجت ما فيه. وقيل: سميت مكة لأن الناس كانوا يمكون، ويضجون فيها من قوله: ﴿وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ ٱلْبَيْتِ إِلاَّ مُكَآءً وَتَصْدِيَةً﴾ [الأنفال: ٣٥] يقول: تصفيق وصفير. وقال الضحاك: بكة هي مكة، وعلى ذلك أهل اللغة أن الميم بدل من الباء كما يقال: لازب، ولازم وسبل شعره وسمله إذا استأصله. وسميت بكة لأن الناس يتباكون حولها الرجال والنساء يعني يزدحمون، وقيل سميت بذلك لأنها تبك أعناق الجبابرة.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب