قوله: ﴿يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُقَدِّمُواْ﴾ إلى قوله: ﴿بَيْنَ يَدَيِ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ الآية.
روى سفيان عن الأعمش عن خيثمة قال: هل تقرؤون ﴿يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ﴾ إِلا وهي في التوراة "يا أيها المساكين". فالمعنى: يا أيها الذين صدقوا محمداً ﷺ لا تعجلوا بقضاء أمركم في دينكم قبل أن يقضي الله عز وجل ورسوله لكم فيه.
حكي عن العرب: فلان تقدم بين يدي إمامه؛ أي: تعجل الأمر والنهي دونه.
قال ابن عباس معناه: لا تقولوا خلاف الكتاب والسنة.
وعنه أنه قال: نهوا أن يتكلموا بين يدي كلامه.
وقال مجاهد معناه: لا تفتاتوا على رسول الله ﷺ بشيء حتى يقضيه الله عز وجل على لسان رسوله.
وقال قتادة: كان أناس يقولون لو نزل في كذا، أو صنع كذا وكذا، فكره الله عز وجل ذلك.
وقال الحسن: ذبح أناس من المسلمين قبل صلاة رسول الله ﷺ يوم النحر، فأمرهم النبي ﷺ أن يعيدوا ذبحاً آخر لتقدمهم.
ففي هذا دليل أنه لا يجوز أن يؤدى فرض قبل وقته.
قال الضحاك: لا تقدموا بين يدي الله ورسوله: يعني بذلك في القتال، وما كان من أمر دينهم، لا يصلح لهم أن يتقدموا في أمر حتى يأمر فيه النبي ﷺ.
وروى ابن أبي مليكة: أن الآية نزلت في رأي، أشار به عمر على النبي ﷺ، وذلك أن النبي ﷺ أراد أن يستخلف على المدينة رجلاً إذ مضى إلى خيبر، فأشار عليه عمر برجل آخر.
وقيل: نزلت في سبب كلام دار بين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وذلك أن (وفداً من بني تميم) قدموا على النبي ﷺ، فقال له أبو بكر: أمِّر القعقاع بن معبد، وقال عمر: بل أمِّر الأقرع بن حابس، فقال له أبو بكر: ما أردت إلا خلافي، فقال له عمر: ما أردت خلافك، فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما فنزلت هذه الآية في ذلك.
* * *
ثم قال: ﴿وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [أي: يسمع قولكم ويعلم فعلكم فاتقوه وخافوه].
{"ayah":"یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تُقَدِّمُوا۟ بَیۡنَ یَدَیِ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۖ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِیعٌ عَلِیمࣱ"}