وقوله جل وعز ﴿أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنَآ إِلَىٰ رَجُلٍ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ ٱلنَّاسَ﴾.
رُوي أنه يراد بالناس ها هنا: أهلُ مكة، لأنهم قالوا: العجب، ألم يجِد الله رسولاً إلا يتيمَ أبي طالب؟ فأنزل الله جلَّ وعز ﴿أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنَآ إِلَىٰ رَجُلٍ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ ٱلنَّاسَ﴾.
* ثم قال جل وعز ﴿وَبَشِّرِ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ﴾.
قال ابن عباس: أي منزلَ صِدقٍ.
وقيل: القَدَمُ: العملُ الصالح.
وقيل: السَّابِقَةُ.
ويُروى عن الحسن أو قتادة قال: القَدَم، محمدٌ ﷺ يشفع لهم.
وقال أبو زيد: رجلٌ قَدَمٌ، أي شجاعٌ.
وقال قتادة: أي سَلَف صدق.
وقال مجاهد: أي خيرٍ.
وفي رواية علي بن أبي طلحة عنه قال: سبقتْ لهم السَّعادة في الذِّكْرِ الأول.
وهذه الأقوالُ متقاربة، والمعنى: منزلةٌ رفيعة.
{"ayah":"أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنۡ أَوۡحَیۡنَاۤ إِلَىٰ رَجُلࣲ مِّنۡهُمۡ أَنۡ أَنذِرِ ٱلنَّاسَ وَبَشِّرِ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَنَّ لَهُمۡ قَدَمَ صِدۡقٍ عِندَ رَبِّهِمۡۗ قَالَ ٱلۡكَـٰفِرُونَ إِنَّ هَـٰذَا لَسَـٰحِرࣱ مُّبِینٌ"}