وقوله جلَّ وعز ﴿وَجَاوَزْنَا بِبَنِيۤ إِسْرَائِيلَ ٱلْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً﴾.
وقرأ قتادة: ﴿فاتَّبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ﴾ بوصل الألف.
قال الأصمعي: يُقال: أتْبَعَهُ، بقطع الألف إذا لَحِقه وأدركه، واتَّبَعَهُ - بوصل الألف -: إذا اتَّبع أثره، أدركه أو لم يدركه، وكذلك قال أبو زيد.
وقيل: اتَّبعه - بوصل الألف - في الأمر: اقتدى به، وأتْبَعَهُ بقطع الألف خيراً أو شرًّا، هذا قول أبي عمرو.
وقيل: هما واحد.
وقرأ قتادة: ﴿بَغْياً وَعُدُوًّا﴾ والعُدُوُّ: الظلمُ.
وقوله جلَّ وعز ﴿حَتَّىٰ إِذَآ أَدْرَكَهُ ٱلْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لاۤ إِلِـٰهَ إِلاَّ ٱلَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنوۤاْ إِسْرَائِيلَ﴾.
روى شعبة عن عدي بن ثابت، وعطاء بن السائب، قالا: سمعنا سعيدَ بنَ جبيرٍ، يُحدِّث عن ابن عباس، قال شُعْبَةُ: رَفَعَه أحدُهما إلى النبيِّ ﷺ قال: "إنَّ جبرائيل عليه السلام كان يَدُسُّ الطِّين، فيجعله في فِي فِرْعونَ، قال: مخافة أن يقول: لا إله إلا أنت، فيغفر له".
وقال عونُ بنُ عبدالله: بلغني أن جبرائيل قال للنبي عليه السلام: "ما وَلَدَ إبليسُ ولداً قطُّ أبغض إليَّ من فرعون، وأنَّه لما أدركه الغرق، قال: ﴿آمَنْتُ﴾ الآية.. فخشيتُ أن يقولها فيُرحم، فأخذتُ تُربةً أو طينةً فحشوتها في فيهِ.
وقيل: إن جبرائيل إنَّما فَعَل هَذا به، عقوبةً له، على عظيم ما كان يأتي.
{"ayah":"۞ وَجَـٰوَزۡنَا بِبَنِیۤ إِسۡرَ ٰۤءِیلَ ٱلۡبَحۡرَ فَأَتۡبَعَهُمۡ فِرۡعَوۡنُ وَجُنُودُهُۥ بَغۡیࣰا وَعَدۡوًاۖ حَتَّىٰۤ إِذَاۤ أَدۡرَكَهُ ٱلۡغَرَقُ قَالَ ءَامَنتُ أَنَّهُۥ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا ٱلَّذِیۤ ءَامَنَتۡ بِهِۦ بَنُوۤا۟ إِسۡرَ ٰۤءِیلَ وَأَنَا۠ مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِینَ"}