الباحث القرآني

وقوله جل وعز ﴿وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا ٱذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ﴾. قال مجاهد: عند الملك، وذلك معروفٌ في اللغة أن يُقال للسيد: ربُّ. قال الأعشى: رَبِّي كَرِيمٌ لاَ يُكَدِّرُ نِعْمَةً * وَإذَا تُنوشِدَ بالمَهَارِقِ أنْشَدَا * وقوله جل وعز ﴿فَأَنْسَاهُ ٱلشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ﴾. قال مجاهد: فأنسى يوسف الشيطان ذكرَ رَبِّهِ، أن يسأله ويتضرع إليه، حتى قال لأحد الفتَيينِ: ﴿ٱذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ﴾. وروى إسماعيل بن إبراهيم، عن يونس عن الحسن، قال: قال نبي الله ﷺ: "لولا كلمة يوسف: يعني قوله ﴿ٱذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ﴾ ما لبث في السجن ما لَبِثَ". قال ثم يبكي الحسنُ ويقول: نحن ينزل بنا الأمر، فنشكوا إلى الناس. * وقوله جل وعز ﴿فَلَبِثَ فِي ٱلسِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ﴾. روى معمرٌ عن قتادة، قال: يعني أنه لبث في السجن سبع سنين. وقال وهب: أقام أيوب في البلاء سبعَ سنينَ، وأقام يوسف في السجن سبعَ سنينَ. قال الفراء: ذكروا أنه لبث سبعاً بعد خمس سنين، بعد قوله: ﴿ٱذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ﴾ قال: والبِضْعُ: ما دون العَشْر. قال الأخفش: البضعُ من واحدٍ إلى عشرة. وقال قتادة: البضعُ يكون بين الثلاث، والتسعْ، والعشر، وهو قول الأصمعي. قال العتبي: قال أبو عُبيدة: ليس البضعُ العَقْدَ، ولا نصف العقد، نذهب إلى أنه من الواحد إلى الأربعة. وقال قطرب: البضعُ: ما بين الثلاث إلى التسع. قال أبو جعفر: قيل أصحُّهما قول الأصمعي لأن داود بن هند روى عن الشعبي أن النبي ﷺ قال لأبي بكر رحمه الله، حين خَاطَرَ قريشاً في غلبة الرومِ فارسَ، فمضَى ستُّ سنين، وقال أبو بكر "سيغلبون في بضعِ سنينَ" فقال النبيُّ ﷺ: كمِ البضعُ؟ فقال: ما بين الثلاث إلى التِّسْعِ، فخاطرهم أبو بكر وزاد، فجاء الخبرُ بعد ذلك أنَّ الروم قد غَلَبتْ فارسَ.
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب