وقوله تعالى ﴿يَمْحُواْ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ وَيُثْبِتُ﴾.
وقرأ ابن عباس: ﴿وَيُثَبِّتُ﴾.
رُوِيَ عنه يُحْكِمُ اللهُ جلَّ وعزَّ أمر السنة في شهر رمضان، فيمحو ما يشاءُ، ويُثبت، إلاَّ الحياة والموت، والشِّقْوَة والسعادة.
وفي رواية أبي صالح: ﴿يَمْحُواْ ٱللَّهُ﴾ ممَّا كَتَبَ الحفظةُ ما ليس للإنسان وليس عليه ﴿وَيُثْبِتُ﴾ ما له وعليه.
وحدثنا بكرُ بنُ سهلٍ، قال: حدثنا أبو صالح، عن معاوية بنِ صالح، عن عليِّ بن أبي طَلحة، عن ابن عباس: ﴿يَمْحُواْ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ﴾ يقول: يُبدِّل الله من القرآنِ ما يشاءُ فينسخه، ويثبِّتُ ما يشاءُ فلا يُبَدِّله.
﴿وَعِندَهُ أُمُّ ٱلْكِتَابِ﴾ يقول جملةُ ذلك عنده في أمِّ الكتابِ، الناسخُ والمنسوخ، وكذلك قال قتادة.
وقال ابن جُريج: ﴿يَمْحُو اللهُ ما يَشَاءُ﴾ أي ينسخ، وكأنَّ معنى ﴿ويُثْبِتُ﴾ عنده: لا ينسخه، فيكون محكماً.
ويثبِّت بالتشديد على التكثير.
قال أبو جعفر: "وَيُثْبِت" بالتخفيف أجمعُ لهذه الأقوال من "يُثَبِّتُ".
وكان أبو عبيد قد اختار ﴿وَيُثَبِّتُ﴾ على أنَّ أبا حاتم قد أومأ إلى أنَّ معناها واحدٌ.
وروى عوفٌ عن الحسن قال: يمحو مَنْ جاء أجلُهُ، ويثبتُ مَنْ لم يجيء أجلُه بعدُ، إلى أجله.
{"ayah":"یَمۡحُوا۟ ٱللَّهُ مَا یَشَاۤءُ وَیُثۡبِتُۖ وَعِندَهُۥۤ أُمُّ ٱلۡكِتَـٰبِ"}